عائلة ليبية في ألمانيا: "أجسادنا هنا وقلوبنا وعقولنا في ليبيا" – DW – 2011/3/6
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عائلة ليبية في ألمانيا: "أجسادنا هنا وقلوبنا وعقولنا في ليبيا"

٦ مارس ٢٠١١

يعيشون الأحداث في ليبيا لحظة بلحظة، عيونهم لا تفارق شاشات التلفزة وأناملهم تتنقل من صفحة لأخرى على الانترنت لتتابع آخر التطورات والتفاصيل للاطمئنان على أهلهم. عائلة الياس مثال حي يجسد معاناة ليبيي المهجر حالياً.

https://p.dw.com/p/10Tnl
الليبيون في ألمانيا خرجوا في تظاهرات تضامنية مع أبناء شعبهم وتضامن معهم ألمان وعرب ومن جنسيات عدةصورة من: DW

"لقد شعرنا بأن هناك ثورة شعبية ستبدأ في ليبيا، لقد رأينا ذلك في عيون الناس هناك، كان الجو مشحونا جدا، كان هناك تناقل للحديث بين الناس، وكنت أرى ذلك من خلال صفحات الانترنت والفيس بوك"، يروي لنا الدكتور سامي الياس، الذي كان في زيارة مع عائلته للأهل في طرابلس قبل فترة قريبة جداً. وبالفعل بعد يوم واحد من وصول الطائرة التي تقل عائلة الياس إلى ألمانيا، عرفت العائلة أن ثورة ليبيا ضد نظام العقيد القذافي قد بدأت فعلا.

ويواصل سامي الياس حديثه لدويتشه فيله ويقول بكل ألم إنه "لا يجب أن ننتظر ونراقب ما يحدث من بعيد والناس في ليبيا تُقتل". لذلك لم يتأخر عن المشاركة في وقفات الاحتجاج والتظاهرات، التي تقام في ألمانيا تأييداً للشعب الليبي.

"أوقفوا حمام الدم في ليبيا"!

Libysche Familie
عائلة الياس مثلها مثل كل من العائلات الليبية في الخارج تشعر بالقلق بسبب ما يحدث في ليبياصورة من: DW

وفي وسط الجموع تقف زوجة الياس، تتوسط وبكل قوة وعزيمة تلك التظاهرة التضامنية مع الثورة الليبية، لتقول وبصوت عال من خلال شعار كانت تحمله طيلة الوقت: "أوقفوا حمام الدم في ليبيا"! حاولنا اختراق الصفوف والحديث إليها جانبا، إلا أنها أصرت أن لا تبتعد ولو للحظات عن تجمع المتظاهرين، أرادت أن تتكلم وهي تتوسط الجموع، لأنها كانت تشعر "أن هذا أقل واجب يمكن أن تفعله لشعبها الذي يقتل في ليبيا".

زوجة إلياس تتحدث لنا بكل مرارة وحزن وملامح الخوف على الأهل والوطن بادية على وجهها، وتقول: "نتابع لحظة بلحظة ما يحدث هناك، نحاول الحصول على أدق التفاصيل للاطمئنان على سلامة الجميع، نحن نعيش هنا وقلوبنا معلقة هناك، نعيش هنا ونعمل ما هو ضروري لحياتنا اليومية فقط. لا نستطيع ممارسة حياتنا بشكل عادي وأهلنا في ليبيا يتعرضون لهذا العنف. نجلس أمام شاشات التلفزة ليلا نهارا لمتابعة الأحداث، ونخشى أن ينقطع الاتصال بيننا وبين الاهل كما حصل قبل ذلك، نتوقع دائما الاسوء من القذافي وقلوبنا مع أهلنا هناك. ومن ناحية أخرى نحاول أن نتواصل مع عائلات ليبية تعيش هنا في ألمانيا لنساند بعضنا البعض في هذه الظروف".

وبعيون مليئة بالترقب تحدثت ابنتهم الشابة هدى الياس عن الفترة، التي انقطعت فيها الاتصالات مع الأهل في ليبيا وتقول: "أنا دائما كنت على تواصل مع الأهل وأبناء العم والخال عن طريق الانترنت، وعندما انقطعت الاتصالات أحسست بالخوف عليهم. حاولنا الاتصال بهم عبر كل الطرق، الأمر لم يكن سهلا، ولكن كنا في النهاية نطمئن عليهم عن طريق كل من يعرفهم ولو بشكل سريع". وفي نفس الوقت ترى هدى أن ما يحدث حاليا في ليبيا هو "الطريق لإنهاء دكتاتورية دامت طويلا". كما أنها تؤمن بأنه "من حق شباب ليبيا أن يعيش حراً في بلد يسودة الديمقراطية والأمان".

"من ليس معك فهو ضدك، هذا هو شعار القذافي"

Libysche Familie
الدكتور سامي اليأس يقول لا يجب البقاء في موقف المتفرج على ما يحدث في ليبياصورة من: DW

الدكتور الياس يقيم في ألمانيا منذ أربعة عقود، بعد أن غادر ليبيا وهو في التاسعة عشر من عمره. لم يكن يعلم عندما ودع عائلته أنه سيحرم من رؤيتهم ثلاثون عاما. جاء إلى ألمانيا ليكمل مسيرته التعليمية، كان ذلك بعد فترة قصيرة من استيلاء القذافي على السلطة في ليبيا. بعدها قرر القذافي استدعاء جميع الشبان، الذين خرجوا من ليبيا وخصوصا أولئك الذين كانوا في أوروبا ليخدموا في الجيش، إلا أن الياس رفض العودة قبل إتمام دراسته الجامعية. هذه الخطوة جعلته يتحول إلى معارض لنظام القذافي، وهو ما يعلق عليه إلياس بالقول: "من ليس معك فهو ضدك، هذا هو شعار القذافي"!.

وخلال هذه الفترة لم تسلم عائلته في ليبيا من الملاحقة، حيث تعرض عدد من أفرادها للاعتقال بهدف إجباره على العودة. الياس يتحدث عن تجربته بحزن وتواضع، حيث يرى أن حاله مثل حال الكثيرين من أبناء بلده الذين عانوا ومازالوا يعانون كافة أشكال القمع.

أما فيما يتعلق بالدور الذي يتعين على ألمانيا والمجتمع الدولي القيام به خلال محنة ليبيا الحالية يأمل الدكتور إلياس "زيادة الضغط على القذافي ووضع القيود عليه وعلى نظامه، وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية بأسرع وقت ممكن". كما يشدد على أن عنف نظام القذافي لن يستطيع أن يكسر إرادة الشعب الليبي، الذي بات يتوق إلى الحرية أكثر من أي وقت مضى.

الياس وعائلته لم يخفوا فرحتهم بالثورة الليبية واعتزازهم بأهلهم وشعبهم الليبي، رغم أنه يدرك ثمن الحرية الذي سيدفعه الشعب الليبي: "أنني مدرك تماماً أن ضريبة الثورة التي يدفعها الشعب الليبي هي حتما أقل من الضريبة التي سيدفعها فيما لو بقي نظام القذافي قائماً".

لنا عوده ـ بيليفيلد

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد