عالم الأنواع – DW – 2010/7/27
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عالم الأنواع

٢٧ يوليو ٢٠١٠

عندما تتلاشى الغابات تختفي أيضا الأنواع الطبيعية التي تعيش في تلك البيئة، ويترتب على هذا تبعات خطيرة ليس على الطبيعة فحسب، وإنما كذلك على الاقتصاد ككل.

https://p.dw.com/p/OTSI
طيور الجنة من الأنواع المهددة بالانقراض مع استمرار تدمير البيئة الطبيعية الملائمة لحياتهاصورة من: Andrea Lawardi

تعتبر الفراشة المعروفة بفراشة الملكة ألكسندرا، أكبر فراشة في العالم من حيث الحجم، إذ يبلغ طول جناحها 28 سنتمترا. وهي تختلف عن الفراشة المعروفة باسم "طائر الجنة"، إذ إن الأخيرة تتميز بألوانها الزاهية. لكن كلا النوعين من الفراشات يعتبر من العلامات المميزة في غابات بابوا غينيا الجديدة. ويمكن في الوقت نفسه رؤية حيوانات الكنغارو ذات اللون الكستنائي البني على الأشجار. أما إذا تحت الأشجار فيمكن رؤية الضفادع التي يطلق عليها اسم "ضفادع بينوكيو". لكن هذا التنوع الطبيعي الكبير في غابات بابوا غينيا الجديدة يتهدده الخطر.

Ameise
وماذا سيحدث إذا انقرض النمل؟صورة من: AP

وفي تلك المنطقة لا تزال هناك غابات عذراء لم تتأثر بعد بالنشاط البشري، إذ أن الكثافة السكانية في بابوا غير كبيرة، إلا أن المنطقة تشهد نموا ديموغرافيا متسارع، الأمر الذي يمثل ضغطا متزايدا على الغابات وعلى الحيوانات والكتئنات الحية التي تعيش فيها. وتتراجع مساحة الغابات نتيجة لتحويلها إلى أراض زراعية ونتيجة للقطع الجائر بهدف الحصول على خشب عالي الجودة. ويتهدد خطر الانقراض الآن الكثير من أنواع الحيوانات والنباتات في بابوا غينيا الجديدة، لاسيما أنها بات توجد على مساحات محصورة فقط في تلك الغابات. وإذا ما تلاشت البيئة التي تعيش فيها، فإنها لن تستطيع الاتنقال إلى مكان آخر بديل لمواصلة حياتها، وهذا يعني أنها ستنقرض في أسوأ الأحوال.

130 نوعا تنقرض يوميا

وفي ضوء ذلك تظهر مدى أهمية تلك المشروعات الرامية إلى توعية السكان الأصليين في المنطقة بالفرق بين الغابات التي يمكن الاستفادة منها اقتصاديا وتلك التي يجب الحفاظ عليها كمحميات. وهذه المشروعات ضرورية للغاية، إذ تقدر منظمة الأمم المتحدة عدد أنواع الحيوانات والكائنات الحية والنباتية التي تنقرض يوميا بـ 130 نوع. وكما تقول خبيرة التنوع الحيوي بمنظمة السلام الأخضر (غرينبيس) أندريا سيداركويست، فإن هذا الرقم تضاعف بمعدل 100 إلى 1000 مرة عن المعدل الذي يحدث بشكل طبيعي.

إن التنوع الطبيعي على كوكب الأرض في تراجع متسارع، لكن لا أحد يعرف على وجه التحديد عدد الأنواع الطبيعية التي اختفت حتى الآن في بابوا غينيا الجديدة، كما لا يعرف أحد بشكل دقيق التبعات التي تترتب على هذا. إن التغير المناخي وانقراض الأنواع الطبيعية هما ظاهرتان مرتبطتان لا يمكن فصلهما، وهناك سلسلة من التأثيرات الناجمة عن هاتين الظاهرتين لا يمكن في الوقت الحالي تقديرها بشكل واضح، بحسب ما ترى الخبيرة سيداركويست.

Local Yali Tribeman Baliem Valley - Papua
غابات محمية يستفيد منها السكان الأصليونصورة من: CC / 710928003

ويتفق الخبراء على أن النتائج المترتبة على التغير المناخي وأنقراض الأنواع الطبيعية غير معروفة حتى الآن بشكل دقيق، ولا يتعلق الأمر هنا بوجود أعداد أقل من فراشات طائر الجنة في الغابات أو عدد أقل من الأسماك في الشعب المرجانية، بل بالطريقة غير المتوقعة التي يمكن أن تتطور بها العلاقات الحيوية بين الكائنات الحية، ومدى السرعة التي يمكن أن ينهار بها النظام الإيكولوجي في حال غياب الكائنات الطبيعية فيه.

وكما توصل الباحث في عالم النمل، بيرت هولدوبلر، فإن انقراض النمل بسبب مرض وبائي، سيترتب عليه وقوع كارثة بيئية، إذ ستنقرض معظم الغابات، وبعدها ستنقرض العواشب أي الحيوانات التي تعتمد على النباتات في غذائها وهذا من شأنه التعجيل بسرعة فقدان الأنواع، وستنهار النظم الايكولوجية برمتها.

ويعاني تطور الشعب المرجانية من نفس المشاكل، حيث تموت الأنواع المختلفة منها بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، ويمكن أن يترتب على هذا انهيار النظام البيئي بأكمله وبسرعة كبيرة. لكن وكما تقول الخبيرة بمنظمة السلام الأغضر (غرينبيس) سيداركويست "كل هذه المعلومات معروفة، لكن لا أحد يقوم بخطوات في سبيل تفادي حدوث الأسوأ".

تكاليف ضخمة

ربما تكون هناك محاولات متزايدة للحفاظ على التنوع البيولوجي، عندما يترتب على تدمير البيئة العالمية أضرار اقتصادية كبيرة. ويقدر الخبراء في هذا المجال الخسائر بمبالغ طائلة تصل إلى 4.5 تريليون دولار بحسب دراسة جاءت تحت عنوان "اقتصاديات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي" ونشرت في تموز/يوليو 2010. وقد ساهم في إنجاز الدراسة كل من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ووكالة برايس ووترهاوس كوبرز الاستشارية (PwC).

من بين الجوانب التي تقصتها الدراسة الفائدة الاقتصادية للحشرات، والتي تساهم عن طريق نشر لقاح النباتات بما يقدر بـ 190 مليار دولار في السنة الواحدة، وذلك على النطاق العالمي. إن حفظ التنوع البيولوجي في بابوا غينيا الجديدة، يعتبر مساهمة في التنمية الاقتصادية في العالم أجمع.

أوليفر سامسون/ نهلة طاهر

مراجعة: طارق أنكاي