عباس يعود إلى الأمم المتحدة: يأس وخيبة أمل في الضفة الغربية – DW – 2012/9/27
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عباس يعود إلى الأمم المتحدة: يأس وخيبة أمل في الضفة الغربية

تانيا كريمر/ شمس العياري٢٧ سبتمبر ٢٠١٢

الرئيس الفلسطيني عباس يعود إلى الأمم المتحدة مجددا: هذا العام بطلب الحصول على مكانة دولة مراقبة، بعدما فشل في الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين. لكن كيف يعيش الناس في الضفة الغربية؟ وهل يحسن هذا الطلب أوضاعهم؟

https://p.dw.com/p/16EmV
Titel: Al-Manara Platz Ramallah Schlagworte: Ramallah Wer hat das Bild gemacht?:Tania Krämer für DW-TV Wann wurde das Bild gemacht?: 19.9.2012 Wo wurde das Bild aufgenommen?: Ramallah, Westjordanland Bildbeschreibung: Bei welcher Gelegenheit / in welcher Situation wurde das Bild aufgenommen? Wer oder was ist auf dem Bild zu sehen? In welchem Zusammenhang soll das Bild/sollen die Bilder verwendet werden?: Artikel / Bildergalerie / Dossier
صورة من: DW

كالعادة يسود في ميدان المنارة الرئيسي في مدينة رام الله ازدحام مروري. سائق سيارة التاكسي كريم روماني، الذي يطلق عليه الجميع هنا اسم "كيمو" لا يأبه بذلك، فلديه مشاغل أخرى. ويقول الأب ستة أطفال إن الأسعار قد ارتفعت. الأمر الذي دفعه وزملاءه من سائقي الحافلات وسيارات التاكسي إلى الاحتجاج، إذ قاموا بإغلاق الطرق في عدد من المدن الفلسطينية للاحتجاج على ارتفاع أسعار البنزين. وعلى الرغم من أن أسعار الوقود قد تم تخفيضها مرة أخرى، إلا أن حالة الغضب مازالت قائمة. "لقد أصبح الوضع لا يطاق، الأسعار في ارتفاع مستمر"، هكذا يشكو روماني حاله. ويضيف حانقا: "وحكومتنا لا تفعل الكثير للتخفيف من معاناتنا اليومية".

ولكن ما يتوجب على الحكومة فعله في الوقت الراهن هو التوفير على وجه الخصوص، ذلك أن الخزينة فارغة والعجز المالي كبير والسلطة الفلسطينية في حاجة للمساعدات المالية الدولية أكثر من أي وقت مضى. ويثير ارتفاع الأسعار وعدم دفع الرواتب المستحقة للموظفين وإجراءات التقشف، التي سبق الإعلان عنها، حالة من الاستياء لدى الفلسطينيين. كما لا يخفف من هذه الحالة التقرير الذي أصدره البنك الدولي والذي جاء فيه وبشكل واضح أن الاحتلال الإسرائيلي والقيود التي يفرضها على التجارة تحول دون تحقيق نمو اقتصادي مستدام.

وضع اقتصادي وخزينة فارغة يزيدان من الطين بلة

Titel: Umm Mohammad Schlagworte: Bäckerei Ramallah Wer hat das Bild gemacht?:Tania Krämer für DW-TV Wann wurde das Bild gemacht?: 19.9.2012 Wo wurde das Bild aufgenommen?: Ramallah, Westjordanland Bildbeschreibung: Bei welcher Gelegenheit / in welcher Situation wurde das Bild aufgenommen? Wer oder was ist auf dem Bild zu sehen? In welchem Zusammenhang soll das Bild/sollen die Bilder verwendet werden?: Artikel / Bildergalerie / Dossier
أم محمود تشكو من ارتفاع الأسعار وتداعيات الوضع الاقتصادي المتدهور على العائلات الفلسطينية..صورة من: DW

وتشعر أم محمد في "مخبز العربي" بمشاغل والمشاكل التي يعاني منها زبائنها، فمنذ ساعات الصباح الأولى والعمل في المخبز جار على قدم وساق. وفي الواقع كان يتعين على أم محمد رفع أسعار الخبز، ذلك أن سعر الدقيق وإيجار المحل قد ارتفعا. ولكن الحكومة جمّدت أسعار الخبز وذلك لتفادي وقوع احتجاجات. وتقول أم محمد: "بالنسبة لي الأمر ليس بالسهل أن يأتي أحد الزبائن ويسألني لماذا ارتفع ثمن الخبز". وتضيف قائلة: "قمنا ليومين أو ثلاثة أيام برفع سعر الخبز بمقدار سنتات قليلة، حينها قال الجميع: هذا ثمن باهظ جدا، وعليه رجعنا طواعية إلى السعر القديم".

ولكن ليست الأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية التي تساهم وحدها في إحداث حالة من الاستياء فقط، وإنما أيضا الشعور بالجمود في الكثير من الأمور على غرار الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي كان يتعين إجراؤها منذ فترة طويلة أو فيما يتعلق بالمصالحة بين حركتي فتح وحماس. كما أن محاولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجديدة للحصول على "مكانة دولة مراقبة" لدى الأمم المتحدة لم تثر هذه السنة إلا حماس القليلين. وتقول أم محمد: "سنرى، إنهم يتحدثون كثيرا ولكننا لا نرى أي تغيير". أحد الزبائن لا يشاطرها الرأي ويقول: "أعتقد أن ذلك سيساعدنا، فالاحتلال والوضع الاقتصادي السيء خانقان، وأعتقد أن الوضع سيتغير كطرف معترف به، حتى وإن لم نحصل على العضوية الكاملة، لأننا عندها سنكون تحت حماية القانون الدولي".

الحماسة تبددت وتبخرت ...والأفق تحدده إسرائيل

Titel: Karim Rumani Schlagworte: Bäckerei Ramallah Wer hat das Bild gemacht?:Tania Krämer für DW-TV Wann wurde das Bild gemacht?: 19.9.2012 Wo wurde das Bild aufgenommen?: Ramallah, Westjordanland Bildbeschreibung: Bei welcher Gelegenheit / in welcher Situation wurde das Bild aufgenommen? Wer oder was ist auf dem Bild zu sehen? In welchem Zusammenhang soll das Bild/sollen die Bilder verwendet werden?: Artikel / Bildergalerie / Dossier
هدى اليك تقول إن الناس في الضفة الغربية لم يعودوا يثقون فيما يقال لهم فيما يتعلق بالسياسة والاقتصاد...صورة من: DW

لكن الفرحة والحماسة اللتان عمتا الأراضي الفلسطينية في شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي حول طلب العضوية الكاملة داخل الأمم المتحدة قد تبخرتا وتبددتا. حتى أن "ساحة الأمم المتحدة" التي تم تدشينها العام الماضي في أجواء احتفالية بجانب مقر الرئيس عباس يبدو أنها فقدت بعدها الرمزي. وبدلا من أعلام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ترفرف الأعلام الصفراء التابعة لحركة فتح المسيطرة في الضفة الغربية.

وقبل عام عاد الرئيس عباس من نيويورك عودة الأبطال، لأنه وبالرغم من الضغوط الدولية تقدم بطلب الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. ولكن لم يتم حتى مناقشة هذا الطلب داخل مجلس الأمن الدولي. والآن أصبح الفلسطينيون يريدون التقدم بطلب أقل طموحا، فبدلا من طلب العضوية الكاملة يريدون الاكتفاء بوضعية دولة غير عضو في الأمم المتحدة. وتكفيهم لذلك الأغلبية البسيطة في الجمعية العامة. ولكن لا يزال من غير الواضح متى سيتم إجراء تصويت على ذلك.

وفي رام الله يروج خافيير أبو عيد بلا هوادة للحصول على مكانة دولة غير عضو في الجمعية العامة. الشاب الفلسطيني، الذي يعمل متحدثا باسم وحدة المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، يدرك التشكك من هذه الخطوة لدى الشارع الفلسطيني ويدعو إلى مزيد من الصبر. "من غير العجب أن الناس هنا يشعرون بأن المجتمع الدولي قد خذلهم. وما نحاول توصيله إلى الناس هو أن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 لا يزال أمرا ممكنا". ويضيف أبو عيد قائلا: "لذلك نذهب إلى الأمم المتحدة. وعندما يرى الناس نتائج إيجابية، حينها قد يعود الأمل إليهم مرة أخرى".

"إسرائيل صنعت حقائق على الأرض ولا أدري أين سنقيم دولتنا"

Titel: Huda Jack, Cafébesitzerin Ramallah Schlagworte: Bäckerei Ramallah Wer hat das Bild gemacht?:Tania Krämer für DW-TV Wann wurde das Bild gemacht?: 19.9.2012 Wo wurde das Bild aufgenommen?: Ramallah, Westjordanland Bildbeschreibung: Bei welcher Gelegenheit / in welcher Situation wurde das Bild aufgenommen? Wer oder was ist auf dem Bild zu sehen? In welchem Zusammenhang soll das Bild/sollen die Bilder verwendet werden?: Artikel / Bildergalerie / Dossier
سائق التاكسي كيمو يتساءل أين يمكن للفلسطينيين إقامة دولتهم في ظل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية...صورة من: DW

ولكن في الضفة الغربية أصبحت كلمة "الأمل مستهلكة"، حتى لدى الكثير من الشبان فإن المساعي الفلسطينية للحصول على مكانة دولة غير عضو في الجمعية العامة لم تثر أية حماسة لديهم، ولا حتى لدى زياد شوعابي الذي يجلس في إحدى المقاهي الشهيرة ويتصفح الانترنت على جهاز حاسوبه. "إذا سألتني أنا كشاب فلسطيني، فسأقول لك إن ذلك لن يأتي بشيء يمكن أن يعود علينا نحن الفلسطينيين بالنفع". ويضيف زياد قائلا: "لقد رأينا ذلك العام الماضي عندما رفعوا سقف الطموحات ولم يحققوا شيئا ثم كانت خيبة أمل الشارع الفلسطيني كبيرة".

من جهتها، تقول صاحبة المقهى هدى اليك: "إن ما يزيد من تشكك الناس هو أنهم دائما ما يسمعون تصريحات متناقضة فيما يتعلق بالسياسة والاقتصاد". وتشير هدى إلى أن الإقبال قد زاد على محلها خاصة خلال فترة الاحتجاجات الاجتماعية وتضيف: "والشيء الذي لم يتغير هذا الغموض فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار ونسب البطالة أو فيما يتعلق بالسياسة. كل شيء غامض".

وكذلك سائق التاكسي كيمو يدرك هذا الغموض، بالنسبة له ما يراه هو الواقع، فمن المنظور الفلسطيني فإن إسرائيل صنعت حقائق على الأرض تجعل من إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا. "بالنسبة لنا ليس هناك استقرار، نحن محاصرون من المستوطنات الإسرائيلية، هنا رام الله وهناك بيت إيل"، ويشير من نافذة سيارته. ويضيف: "هناك ما بين رام الله ونابلس على الأقل 20 مستوطنة يهودية. ولا أدري أين سنقيم دولة".

بالنسبة له فإن الأفق لا يصل إلا إلى نقطة المراقبة المقبلة للجيش الإسرائيلي، على ما يقول. وليس بوسع المرء إلا أن يأمل في أن ينظر العالم والأمم المتحدة على الأقل إلى الفلسطينيين ومشاكلهم – لأن المرء هنا يشعر وكأنه منسي بعض الشيء.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات