عفو عن المتظاهرين بعد إخلاء المعارضة لبلدية كييف

تمكنت المعارضة الأوكرانية الأحد (16 شباط/ فبراير 2014) من الحصول على عفو عن المتظاهرين الذين أُفرج عنهم اعتباراً من يوم الاثنين الماضي، وذلك بعدما أخلى ناشطون صباحاً مبنى بلدية كييف، الذي تحول إلى رمز للحركة الاحتجاجية. وقالت النيابة في بيان إن "القانون يدخل حيز التطبيق اعتبارا من 17 شباط/ فبراير 2014 ويقضي بالكف عن ملاحقة الأشخاص الذين ارتكبوا جنحاً بين 27 كانون الأول/ ديسمبر والثاني من شباط/ فبراير".

يأتي هذا القرار بعد إخلاء مبنى بلدية كييف ومبان عامة أخرى، الأمر الذي اشترطته السلطات لتطبيق قانون العفو. وقال رسلان أندريكو من حزب "سفوبودا" القومي: "أنا راض، رغم أن القرار صعب، نجحنا في استيعاب المشاعر وفرض تطبيق هذا القانون".

وبعد إخلائها بلدية كييف، حضت المعارضة السلطات على كف الملاحقات "فوراً" عن المتظاهرين المناهضين للرئيس فيكتور يانوكوفيتش وصولاً إلى توجيه "إنذار". وشكل هذا المبنى رمزاً للحركة الاحتجاجية على غرار ساحة الميدان المجاورة له في وسط كييف، التي تم احتلالها منذ أن قرر الرئيس يانوكوفيتش العدول عن توقيع اتفاقية تقارب مع الاتحاد الأوروبي في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر لصالح موسكو.

ودعت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، في وقت سابق من الأحد الحكومة الأوكرانية إلى التخلي عن كل الاتهامات بحق متظاهري المعارضة، مع ترحيبها بالمبادرات الأخيرة التي صدرت من الجانبين لتهدئة التوتر. وكانت السلطات الأوكرانية قد اشترطت إخلاء مبنى البلدية قبل الاثنين للعفو عن 234 متظاهراً تم الإفراج عنهم لكنهم لا يزالون يواجهون عقوبات مشددة يمكن أن تصل إلى السجن 15 عاماً.

كما أعلنت وزارة الداخلية في بيان الأحد أن المعارضين أخلوا مبنى بلدية كييف والإدارات المحلية في مدن لفيف وتيرنوبيل وإيفانو-فرانكفيسك غرب البلاد، وبولتافا شرقها، مؤكدة أن "السلطة ستواصل تلبية كل شروط قانون العفو". لكن هذه التنازلات المتبادلة لم تفض إلى تسوية شاملة، سواء بالنسبة للإصلاح الدستوري الذي يقلص صلاحيات الرئيس لصالح الحكومة والبرلمان أو بالنسبة إلى تعيين رئيس وزراء جديد. ودعت المعارضة إلى التظاهر صباح الثلاثاء القادم أمام البرلمان مع استئناف جلساته في إطار "حملة سلمية".

كليتشكو يتخلى عن إقامته في ألمانيا

من جانب آخر، قال الملاكم الأوكراني الذي تحول إلى سياسي معارض فيتالي كليتشكو الأحد إنه تخلى عن إقامته في ألمانيا لإثبات حقه في الترشح للرئاسة العام المقبل. وقد عاش كليتشكو، البالغ من العمر 42 عاماً ويتزعم حزب "أودار"، عدة سنوات في ألمانيا، كما دفع ضرائب فيها أيضاً.

وتخلى بطل العالم للوزن الثقيل عن لقب بطل مجلس الملاكمة العالمي من أجل التركيز على السياسة في أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وقع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش تشريعاً ليصبح قانوناً ينص على أن المقيم الدائم في بلد أجنبي لا يمكن أن يعتبر مقيماً في أوكرانيا. وبموجب التشريع، فإن المرشحين للرئاسة يجب أن يكون قد أقاموا في أوكرانيا لمدة عشر سنوات قبل الانتخابات.

وربما يتضرر كليتشكو، الذي سيكون قد عاش في أوكرانيا لما يقرب من ثمان سنوات بحلول الانتخابات في عام 2015، بشكل مباشر من القانون. وأعلن الملاكم السابق نيته الترشح لنصب الرئاسة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، عندما مرر البرلمان الأوكراني هذا التشريع.

وقال كليتشكو: "نعم، في الواقع كان لدي تصريح بالإقامة في أوروبا، لكن اليوم ليس لدي مثل هذا الحق ... فقد أصبحت مواطناً أوكرانياً منذ أن أعلنت أوكرانيا استقلالها وأنا أحد مواطنيها اليوم". وكان كليتشكو في طليعة الاحتجاجات التي اندلعت في كييف.

ع.غ/ ي.أ (آ ف ب، د ب أ)