عودة المنظمات الطلابية إلى الجامعات الألمانية

تدرس صوفيا في جامعة ألبريت لودفيغ في مدينة فرايبورغ، الكيمياء وتؤمن بأهمية مشاركة الطلاب في اتخاذ القرارات التي تتعلق بشؤونهم، وهو مادفعها للانتساب إلى اللجنة الطلابية المستقلة. وتهدف هذه اللجنة إلى تحقيق الإدارة الذاتية من قبل الطلاب لشؤونهم في قطاع التعليم العالي. 

ولا تعد المشاركة الطلابية في القرارات الجامعية شيئاً جديدا في الجامعات الألمانية،  فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تم تأسيس هيئات اتحاد الطلاب في كل الجامعات الألمانية، ليتمكن الطلبة من خلال الجامعة المشاركة في الحياة السياسة،  وإدارة بعض المشاريع بشكل مستقل عن إدارة الجامعة، مثل تلك المتعلقة بتعلم اللغة وتقديم المشورة للطلاب إلى جانب الأنشطة الثقافية والمحاضرات، مايجعل الطلبة  قادرين على تحمل الكثير من المسؤوليات فيما بعد.

منع اتحاد الطلبة في بعض الولايات

رغم الدور المهم الذي تقوم به هيئة اتحاد الطلبة في تمثيل مصالحهم سياسيا واجتماعيا وثقافيا، إلا أن بعض الولايات الألمانية ترى أن هذا الاتحاد قد يتحول إلى منبر يسعى من خلاله بعض الطلبة  إلى تحقيق مآرب خاصة بهم، ما أدى إلى منع تشكيل هذه الهيئات الطلابية رسميا منذ أوائل سبيعينات القرن الماضي.

على مدار أكثر من  30 عاما تم منع تشكيل هيئة اتحاد الطلبة في ولايتي بادن فرتمبيرغ و بايرن، إلا أن تيريزا باور وزيرة  العلوم في ولاية بادن فرتنبورغ ترى أن منع تشكيل هذه الهيئات يجعل الطلاب غير قادرين على تمثيل ذاتهم، ما دفعها إلى إصدار قرار يقضي بإعادة تشكيل اتحاد للطلبة في كل الجامعات والمعاهد العليا في الولاية، على أن يدخل حيز التنفيذ  بداية العام الدراسي المقبل.  

صحيح أن هناك لجان طلابية كثيرة لكل اختصاص جامعي، ويعمل من خلالها الطلبة بشكل تطوعي لخدمة زملائهم، إلا أن طالبة الكيمياء صوفيا، ترى أن هذا الأمر غير كافٍ لتمثيل مصالح الطلاب بشكل فعلي، وتقول في هذا الصدد: "إننا 20 عضواً في اللجنة ونتخذ قراراتنا بشكل جماعي، ولكن يقال لنا حتى من قبل بعض الأساتذة، بأننا لان نملك الشرعية لتمثيل الآراء والمواقف التي نتبناها"

تمثيل ذاتي واستقلال مادي

وهذا ما دفع الطلاب إلى المشاركة بشكل فعال في إعادة تشكيل هيئة اتحاد الطلبة حسب ما يؤكد الكسندر سالمون أحد أعضاء حزب الخضر في ولاية بادن فرتمبيرغ، والذي يقول: "إن الأمر يسيط، إننا نسعى إلى  توحيد صوت الطلاب أمام رئاسة الجامعة والمجتمع، ليكونوا  قادرين على تمثيل مصالحهم واهتمامتهم إضافة إلى تأمين موارد مالية خاصة بهم".

ويتم اختيار أعضاء  لجنة اتحاد الطلبة من  قبل الطلاب أنفسهم، أما الموارد المالية فيتم تأمينها من خلال دفع الطلاب 10 – 15 يورو إضافية علاوة على الرسوم التي يدفعها للجامعة كل فصل. وهذا سيؤمن لهم الاستقلالية  في اتخاذ قرارتهم  حسب ما تؤكد لورا، زميلة صوفيا في اللجنة: "من خلال اتحاد الطلبة أصبح بإمكاننا توقيع عقودنا بنفسنا وأن ندعو من نشاء لإلقاء محاضرة وغيرها من الأنشطة، ولم نعد مقيدين أو تابعين ماديا أو قانونيا لأي جهة أخرى"

ولا يقتصر دور اتحاد الطلبة على تمثيل مصالح الطلاب فحسب، بل ترى لورا أن للاتحاد أهمية خاصة بالنسبة للطلبة الأجانب، إذ يساعدهم على تأمين مسكن لهم إلى جانب الدورات المجانية لتعليم اللغة الألمانية وغيرها من الأمور والمصاعب التي قد يواجهها الطلاب الأجانب.

ريشارد فوكس / دالين صلاحية

مراجعة: عارف جابو