قمة السبع .. ما سر تجاهل قضايا المنطقة العربية؟ – DW – 2019/8/27
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قمة السبع .. ما سر تجاهل قضايا المنطقة العربية؟

٢٧ أغسطس ٢٠١٩

ناقشت قمة مجموعة السبع طيفا من القضايا كحرائق غابات الأمازون وأزمة التجارة العالمية.. في المقابل لم تطرح قضايا عربية ساخنة كالملف السوري أو الليبي أو اليمني.. فما سبب هذا التجاهل خصوصا أن الملف الإيراني كان حاضرا بقوة؟

https://p.dw.com/p/3OZA6
G7-Gipfel in Frankreich
صورة من: Getty Images/AFP/A. Harnik

ملفات شائكة ناقشتها قمة مجموعة السبع بمنتجع بياريتس الفرنسي، إلا أن القضايا العربية الكبرى لم تكن مطروحة على جدول أعمال القادة، على الرغم من مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي إلى جانب وضعها العربي والإقليمي.

لماذا غابت القضايا العربية؟

ملفات ساخنة تلك التي تتعلق بالمنطقة العربية، فمن ليبيا إلى العراق إلى سوريا إلى اليمن لا تهدأ الأمور إلا لتعود لتشتعل من جديد. وعلى الرغم من ذلك لم تطرح أي من هذه القضايا على طاولة قادة الاقتصاد العالمي.

وبدا أن أغلب تفاصيل القمة كانت متمحورة بشكل ما حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "حيث كان واضحاً مدى اهتمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالعمل على التقريب بين إيران وأمريكا، وكانت هذه القضية هي الهم الشاغل للرئيس الفرنسي تحديداً"، بحسب ما يرى غسان العطية رئيسُ المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية في حواره مع DW عربية.

ويضيف العطية أن "الحديث مع إيران يعني الحديث عن سوريا والعراق واليمن؛ ومع أن الظاهر أن الشأن الإيراني كان هو الغالب، إلا أن هذه المناقشات حملت في طياتها الاهتمام بالملفات العربية إلى حد ما".

لكن بيير لوي ريمون المحلل السياسي الفرنسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط يرى أن "قمة مجموعة السبع أسستها دول صناعية كبرى، بالتالي فالاهتمام منصب بالأساس على الجانب الاقتصادي إلى جانب بعض القضايا الدولية الملحة". إلا أنه يؤكد على وجود "تهميش للقضايا غير المتعلقة بالقوى الصناعية الكبرى والقوي ذات الوزن الاقتصادي العالمي".

G7-Gipfel in Frankreich Treffen Sarif und Macron
التقى ظريف بالرئيس الفرنسي وعدد من المسؤولين الفرنسيين فيما بدا تمهيداً للقاء مرتقب بين روحاني وترامب.صورة من: picture-alliance/AP Photo/Twitter Javad Zarif

فرغم دعوة الرئيس المصري وعدد من القادة الأفارقة إلا أن "هناك ابتعادا عن مشاكل القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل لا مبرر له"، مضيفاً أنه "كان من المفروض مناقشة الأزمة اليمنية والوضع في ليبيا والشرق الأوسط عموماً".

ويضيف المحلل السياسي الفرنسي في مقابلة له مع DW عربية أنه إذا ما وجه السؤال لأحد القادة عن سبب ذلك التهميش "سيجيبك بأن هذه القضايا لا تدخل في نطاق اهتمامات هذا الاجتماع، وأنه ليس من ضمن الصلاحيات المباشرة للدول المجتمعة مناقشة هذه الملفات، خاصة وأن أهم الشركاء العرب المتداخلين مع هذه القضايا ليسوا ممثلين في هذا الاجتماع".

التقارب مع إيران..فوائد لقوم ومصائب لآخرين؟

بدا واضحاً خلال الأزمة الأخيرة مع إيران أن هناك ضغطاً خليجياً شديداً على الغرب وعلى الولايات المتحدة تحديداً للقيام بعمل عنيف ضد إيران، لكن الإدارة الأمريكية لم تستجب لتلك الضغوط.

وعلى الرغم من العلاقات المتميزة بين دول الخليج العربية والولايات المتحدة، إلا أن هناك دائماً ذلك القلق المكبوت من احتمال أن يتم التوصل لاتفاق أمريكي-إيراني جديد بشأن الملف النووي، ما قد يسمح بتحسن العلاقات بين البلدين وهو ما تظن دول الخليج أنه لن يكون في صالحها أبداً.

وبحسب الخبير السياسي العراقي غسان العطية فإن هذه النقطة يمكن النظر إليها من زاويتين مختلفتين، "فبالنسبة للإمارات هناك قلق من أن التصعيد مع إيران سيكلفها كثيراً" ذلك أن "الوضع الاقتصادي في دبي يشهد تراجعاً كبيراً في الوقت الحالي".

بيد أن العطية يرى في المقابل إنه ليس بالضرورة أن تكون الإمارات راغبة في عدم وجود تسوية سياسية دولية مع إيران، خصوصا أن "أبو ظبي لديها كم غير قليل من المشاكل نتج عن تدخلها في ملفات مثل السودان وليبيا واليمن، وبالتالي يبدو أن هناك توجهاً جديداً لدى بعض قادة الإمارات بالابتعاد عن سياسة حافة الهاوية، ما يعني أن هذا التقارب الذي بدأ في فرنسا قد يكون لمصلحة دول الخليج".

Gassan Atya
غسان العطية، مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية، (مقره لندن)صورة من: DW/A. Hissou

أما الزاوية الأخرى بحسب العطية فهي أن "هذه التحركات الدبلوماسية تقررها المصلحة الأمريكية أولاً وليس مصلحة الإمارات أو السعودية"، لكن هل يمكن أن تخسر أمريكا حلفاءها العرب؟ هذا أمر صعب للغاية، يجيب العطية. بيد أن العطية يستدرك قائلا إن "الأمر كله يبقى طي التكهنات والتوقعات خاصة مع شخصية مثل ترامب يصعب كثيراً التكهن بأفعالها وتحركاتها وقراراتها، لذا ستبقى الأمور مفتوحة وعلينا الانتظار".

بدوره استبعد بيير لوي ريمون خبير شؤون الشرق الأوسط والمحلل السياسي الفرنسي أن تغامر الولايات المتحدة بفقدان حلفائها الخليجيين، مضيفاً أن "مسألة حلفاء أمريكا الخليجيين لابد وأنها أثيرت في الجانب الخفي من المفاوضات التي جرت في باريس".

فماكرون تحدث إلى القناة الثانية الفرنسية عن جانب حساس جداً لم يكشف عن فحواه من المحادثات التي دارت بينه وبين وزير الخارجية الإيراني من جهة، وبينه وبين ترامب من جهة أخرى، مشيراً إلى اعتقاده بأن "مسألة الموازنة بين الطرف الخليجي  والطرف الإيراني قد طرحت للنقاش بالفعل".

ملف حقوق الانسان

Biarritz G7-Gipfel Donald Trump, Abdel Fattah al-Sisi
لقاء جمع بين الرئيسين المصري والأمريكي على هامش اجتماعات مجموعة السبعصورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Harnik

كانت قضية حقوق الإنسان في مصر والعالم العربي واحدة من القضايا التي تم تهميشها أيضاً. قبل انقعاد القمة، دعت منظمات حقوقية عدة الرئيس الفرنسي إلى التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر. وجاء في بيان موقع من نحو 20 منظمة دولية ومصرية أنه "تم تأميم المجتمع المدني تماماً في مصر، وفي خضم أزمة حقوقية متصاعدة، طرأت انتكاسات كبيرة على مسار حرية التعبير وحرية التجمع وتكوين الجمعيات وحرية الصحافة". وأضاف البيان "كما يعتبر المجال السياسي مقيدًا للغاية وخاصة بالنسبة للأحزاب السياسية".

وخلال لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال الرئيس الامريكي ترامب عن السيسي: "إننا نفهم بعضنا جيداً. إنه رجل صلب، أنا أقر بذلك، لكنه أيضاً رجلٌ جيد وقام بعمل رائع في مصر.. أمر ليس سهلاً".

ويرى غسان العطية أن الرئيس المصري "يسعى لاكتشاف دوره في المجتمع الدولي ويبدو أنه يرغب في أن يُعرف على أنه الرجل القوي، وبالتالي يتعامل العالم معه على هذا الأساس"، مضيفا أن "مسألة حقوق الإنسان تثار دولياً عندما يكون هناك مصلحة لدى الدول من اللعب بهذه الورقة وتهمل هذه القضية تماماً عندما تتعلق الأمر بقضايا أخرى، وهو الحال نفسه مع السعودية المتهمة بالكثير من التجاوزات، لكن قضية حقوق الإنسان لا تثار معها بسبب وجود مصالح أخرى تراها الدول أكثر أهمية".

ويرى العطية أن "مجرد مجئ السيسي ولقائه مع الرؤساء هي ورقة لصالحه بالطبع وما يمكن أن يكون قد سمعه من بعض رؤساء الدول خلف الأبواب المغلقة قد يكون مفيداً للغاية لمصر ليغير السيسي قليلاً من سياساته، لكني أشك كثيراً في أن يفعل ذلك لأنه دخل في نفق من الصعب أن يتراجع عنه".

ع.ح/أ.ح

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد