قمة قازان ـ أجندة بوتين لتحويل بريكس لنادي مناهض للغرب – DW – 2024/10/25
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قمة قازان ـ أجندة بوتين لتحويل بريكس لنادي مناهض للغرب

٢٥ أكتوبر ٢٠٢٤

حاول الرئيس الروسي فلايدمير بوتين تقديم نفسه في قمة بريكس بمدينة قازان كزعيم يحظى بالاحترام على الساحة الدولية في وقت تفرض فيه القوى الغربية عزلة على بلاده على خلفية غزوه لأوكرانيا.

https://p.dw.com/p/4mCwf
فلادمير بوتين يتوسط زعماء مجموعة بريكس في قمة قازان
فلادمير بوتين يتوسط زعماء مجموعة بريكس في قمة قازان (24 تشرين الأول/أكتوبر 2024)صورة من: Maxim Shipenkov/AP/picture alliance

وسط تفاقم التوترات الدولية والعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، افتتحت قمة بريكس في قازان الروسية في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، حيث استضاف الرئيس فلاديمير بوتين أكثر من 20 من قادة الدول والحكومات، بما في ذلك ممثلين من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، في المدينة الواقعة على بعد 800 كيلومتر شرق موسكو.

وعلى الرغم من العزلة التي يفرضها عليه الغرب، سعى بوتين من خلال هذا الحدث إلى إثبات أن روسيا لا تزال تحافظ على تحالفات عالمية كبرى، وأنها ليست معزولة بسبب حرب أوكرانيا. وتعتبر قمة بريكس بالنسبة لبوتين أهم حدث سياسي دولي هذا العام، وفق خلاصة لمقال لـ"مؤسسة فريدريش ناومان" الألمانية، المقربة من الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، نشر قبيل القمة.

وبهذا الصدد كتبت صحيفة "ألموندو" الإسبانية (24 تشرين الأول/أكتوبر) معلقة: "استغل الرئيس الروسي قمة دول بريكس لتوضيح أن الحرب في أوكرانيا لم تعزله أو تجعله منبوذاً. وتهدف هذه القمة إلى تعزيز المنظمة التي كانت تتألف في الأصل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا وتم توسيعها لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، كقوة مضادة للغرب في استراتيجيته تسعى لتفكيك النظام الليبرالي وإنشاء نظام جديد يتماشى مع القيم الاستبدادية، وبالتالي كبديل لمجموعة السبع (..). ومع ذلك، هناك خلافات داخل دول بريكس تعيق تشكيل جبهة موحدة، فالبرازيل والهند اتخذتا موقفاً متوازناً تجاه الولايات المتحدة، كما أن مصر تعتبر حليفاً لواشنطن. (...) لكن ما قام به (بوتين) بالتأكيد هو استعراض للقوة تجاه الغرب".

فلاديمير بوتين يحلم بعالم متعدد الأقطاب

في كلمته أمام المشاركين في القمة تحدث الرئيس الروسي فلادمير بوتين بشأن ما وصفه بـ"نظام عالمي متعدد الأقطاب" في طور التشكّل. وقال بوتين في بداية الاجتماع الرسمي: "إن عملية تشكل نظام عالمي متعدد الأقطاب جارية، إنها عملية ديناميكية ولا يمكن عكسها". وأكد أن استراتيجية "بريكس" تتماشى مع "طموحات أكبر جزء من المجتمع الدولي، الذي يمثل الأغلبية العالمية". وأكد بوتين أن هناك أكثر من ثلاثين دولة ترغب في الانضمام إلى بريكس حيث قال: "لا شك أنه سيكون من الخطأ تجاهل الاهتمام غير المسبوق لدول الجنوب العالمي والشرق في تعزيز الاتصالات مع بريكس"، لكنه أشار إلى أنه التوسع لا يجوز أن يتم على حساب كفاءة التحالف. ويشارك في قمة هذا العام 36 دولة. وذهب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في نفس الاتجاه واعتبر أن مجموعة بريكس تلعب دوراً مهماً في تشكل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وإنشاء عالم أكثر عدلاً.

وبهذا الصدد كتبت صحيفة "نيسافيسيمايا غازيتا" الروسية (23 تشرين الأول/أكتوبر) معلقة: "من وجهة نظر روسيا، تعتبر مجموعة بريكس جذابة لدول الجنوب العالمي لأنها ترفض النموذج القديم للعلاقات الدولية القائم على دكتاتورية الغرب (..) ومع ذلك، تسعى كل دولة من الدول الأعضاء لتحقيق أهدافها الخاصة". وتتابع الصحيفة الروسية: "قد يعزز انضمام عدو الولايات المتحدة اللدود مثل إيران الانطباع بأن بريكس يتحول إلى نادٍ معادٍ للغرب. لن تدعم دول أخرى، وخاصة البرازيل والهند، هذه الجهود بشكل كبير. فهي ترغب في استخدام بريكس من أجل الديمقراطية وإصلاح النظام العالمي القائم".

تحالف عسكري بين كيم وبوتين .. هل نحن أمام حرب عالمية ثالثة؟

الوثيقة الختامية: حدود رؤية بوتين للعالم

يسعى بوتين منذ سنوات إقناع عدد من الدول الأمريكية الجنوبية والأفريقية والآسيوية بأن العالم سيكون أكثر عدلاً إذا لم يكن تحت هيمنة واشنطن. وادعى الآن في قمة قازان أن الطريق نحو المزيد من العدالة تعرقله قوى اعتادت "التفكير والعمل وفق منطق السيطرة على كل شيء". استغل بوتين قمة بريكس ليشتكي من العقوبات المفروضة على بلاده بسبب حرب أوكرانيا، واتهَم الغرب باستغلال هذا النزاع لتهديد أمن روسيا. الوثيقة الختامية للقمة تتكون من 32 صفحة، وهي مجموعة من الشكاوى والأهداف العامة، دون ذكر تدابير محددة لتحقيق تلك الأهداف. الوثيقة أشارت بشكل مختصر إلى الحرب في أوكرانيا معتبرة أن الدول الأعضاء لديها "وجهات نظر وطنية" خاصة بهذا الموضوع، دون ذكر كلمة واحدة عن الهجوم أو الاحتلال الروسي. على النقيض من ذلك، خصصت فقرة أطول بكثير حول غزة، حيث أدانت الوثيقة "العملية العسكرية الإسرائيلية".

وبهذا الشأن كتبت صحيفة "زودويتشه تسايتونغ" الألمانية (24 تشرين الأول/أكتوبر 2024): "قبيل نهاية القمة، ظهر بوتين أمام الصحافة وهو في حالة مزاجية جيدة. حتى ذلك الحين، كان قد تمالك نفسه فيما يتعلق بخطابه المناهض للغرب، لكن الأمور تغيرت عندما سأله مراسل إن.بي.سي عن وجود قوات كورية شمالية على الأراضي الروسية، مشيراً إلى اتفاق الشراكة الاستراتيجية الجديد مع كيم جونغ أون، الذي تم التصديق عليه مؤخراً. وقال بوتين إنه لم يشك يوماً في أن كوريا الشمالية ستأخذ التزاماتها على محمل الجد، مشيراً إلى المادة الرابعة من الاتفاق وتنص على أن روسيا وكوريا الشمالية ستساعدان بعضهما البعض في حال تعرض أي من البلدين لاعتداء عسكري". وأضاف بوتين: "لكن ماذا وكيف سنفعل، فهذا أمر يخصنا"، مشيراً إلى أن موسكو تتشاور بالفعل مع بيونغ يانغ.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتينصورة من: Alexander Kazakov/Sputnik Via/ZUMA Press Wire/picture alliance

انتقادات حادة لمشاركة غوتيريش في القمة

أثار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتقادات واسعة خلال زيارته لروسيا بسبب مصافحته للرئيس فلاديمير بوتين المنبوذ في الغرب ومعانقته لرئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو وبهذا الصدد كتبت المعارِضة لبوتين يوليا نوفالنيا على منصة "إكس": "إنها السنة الثالثة للحرب، والأمين العام للأمم المتحدة يصافح قاتلاً". وتحمّل نوفالنيا بوتين مسؤولية وفاة زوجها أليكسي نافالني في سجن روسي، بالإضافة إلى الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

بوتين متهم بجرائم حرب وقد أصدر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة توقيف بحقه. غوتيريش التقى كذلك لوكاشينكو، الذي يُعتبر آخر دكتاتور في أوروبا. وتعانق الرجلان بشكل حار، كما أظهر ذلك فيديو لقناة "بول بيري فوفو" البيلاروسية على تيليغرام. وبهذا الصدد كتب خبير شؤون شرق أوروبا يانيس كلوغ من مؤسسة العلوم والسياسة في برلين (SWP) عن غوتيريش في "إكس": "هل يمكن لأحد أن يعيد هذا الرجل العجوز إلى منزله؟ يبدو أنه مرتبك، وهؤلاء الأشخاص يستغلونه". ويدعم لوكاشينكو بوتين في حربه ضد أوكرانيا. كما انتقدت قيادة كييف غوتيريش بشدة بسبب الزيارة.

وبهذا الصدد انتقدت صحيفة "تايمز" اللندنية (24 تشرين الأول/أكتوبر 2024) غوتيريش وكتبت: "تم تصوير غوتيريش على أنه تشامبرلين العصر الحديث من قبل وسائل الإعلام الروسية وهو يتذوق الأطعمة المحلية. وصرح المتحدث باسمه أن الأمين العام للأمم المتحدة سيؤكد في خطاب له التزامه بـسلام عادل في أوكرانيا مع الحفاظ على السلامة الإقليمية للبلاد. لكن بالنسبة لبوتين، الأفعال أهم من الكلمات. من خلال وجوده فقط، يضفي غوتيريش الشرعية على رئيس يستحق نبذه من قبل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بسبب انتهاكاته المستمرة للقانون الدولي. وجود الأمين العام هو أيضاً صفعة لأوكرانيا. ففي حزيران/يونيو، غاب غوتيريش عن مؤتمر سلام أوكرانيا مع الرئيس زيلينسكي في سويسرا. فبعد أن أساء إلى الضحية، ها هو اليوم يُكرم المعتدي. (...) بالطبع، قد يُطلب من رئيس الأمم المتحدة في يوم من الأيام أن يتفاوض بجدية مع بوتين حول أوكرانيا. سيكون ذلك استخداماً مشروعاً لوقته. ومع ذلك، ليس من المشروع منح التسامح لدكتاتور يحاول يائساً الهروب من العزلة الدولية ووضعية المنبوذ". 

تركيا تطلب الانضمام لتكتل بريكس

من تكون مجموعة بريكس وكيف نشأت؟

تُعتبر مجموعة بريكس (BRICS) واحدة من أبرز التحالفات الاقتصادية والسياسية في العالم، واسمها مستمد من الأحرف الأولى لدول التأسيس: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا والآن توسعت لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة. تأسست بريكس في عام 2009 بهدف تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتحقيق التنمية المستدامة. من خلال تبادل المعرفة والخبرات. كما تسعى إلى تعزيز التجارة والاستثمار البيني، وتقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية، مما يسهم في تحقيق التوازن في النظام الاقتصادي العالمي. وفي السنوات الأخيرة، تم إنشاء بنك التنمية الجديد (NDB) لتمويل المشاريع التنموية في الدول الأعضاء والدول النامية. هذا البنك يعكس رغبة الأعضاء في دعم التنمية المستدامة وتوفير بدائل لمؤسسات التمويل التقليدية مثل البنك الدولي.

وبالإضافة إلى الأبعاد الاقتصادية، تسعى المجموعة إلى تعزيز التعاون السياسي. تعقد الدول الأعضاء قمتها السنوية لمناقشة القضايا العالمية، مثل الأمن الدولي، التغير المناخي، وقضايا التنمية. وتعتبر هذه القمم فرصة لتبادل وجهات النظر وتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء. وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها المجموعة، إلا أنها تواجه تحديات من بينها هذه الاختلافات الاقتصادية والسياسية بين الأعضاء، بالإضافة إلى الضغوطات الخارجية من القوى الكبرى.

ح.ز

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد