كيف يمكن مكافحة هدر الطعام عبر القوانين والتقنيات الحديثة؟ – DW – 2022/6/13
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يمكن مكافحة هدر الطعام عبر القوانين والتقنيات الحديثة؟

علاء جمعة
١٣ يونيو ٢٠٢٢

تناقش إسبانيا مشروع قانون لمكافحة هدر الطعام، لتنضم إلى العديد من البلدان التي لديها تشريعات مماثلة. ولكن كيف يمكن ضمان وجود آلية واضحة من أجل محاربة الهدر وتقليص نسبة الفاقد من الطعام، وهل تلعب التكنولوجيا دورا في ذلك؟

https://p.dw.com/p/4CcOP
صورة رمزية لفااكهة وخضروات في سوبرماركت  2007
في جميع أنحاء العالم هناك هدر واضح للطعامصورة من: David McNew/Getty Images

1,36 مليون طن - هذا هو مقدار الطعام الذي تهدره إسبانيا كل عام، وفقا لوزير الزراعة الاسباني لويس بلاناس، وهو ما يعادل 31 كيلوغراما من الطعام الصالح للأكل لكل مواطن.

وتخطط مدريد لخفض هذا العدد من خلال مجموعة جديدة من القوانين لكبح جماح هدر الطعام. حيث أقرت الحكومة مشروع قانون ينص على تغريم محلات السوبرماركت لمنع التخلص من فائض الطعام. ومن شأن هذا القانون، إذا أقره البرلمان، أن يلزم المطاعم بتغليف بقايا الطعام في علب خاصة لأخذها الى المنزل. وتأمل إسبانيا في تطبيق القانون بحلول أوائل عام 2023 للحد من كمية الطعام الفاقد. والقصد من هذه التدابير معالجة مشكلة عالمية؛ فبالرغم من معاناة الملايين من الجوع يتم هدر الطعام بشكل يومي في جميع أنحاء العالم، وهو ما يستدعي تدخلا من الحكومات والأفراد من أجل منعه.

وفي حين أن القانون لايزال بحاجة إلى إقراره في إسبانيا، فإن الوضع في فرنسا يختلف. فهناك لا يسمح لمحلات السوبر ماركت إتلاف المواد الغذائية غير المباعة، وإنما التبرع بها بدلا من ذلك، وتوفر العديد من جمعيات الخيرية أو بنوك الطعام الكثير من وجبات الطعام بفضل هذه الأطعمة.  وتم تقديم القانون في عام 2016 بعد حملة شعبية من قبل الناشطين الذين يعملون على مكافحة الفقر وهدر الطعام.

أيضا في إيطاليا تم سن تشريع في عام 2016 سهل على الشركات التبرع بالطعام، وذلك عبر السماح بالتبرع بالطعام المنتهية صلاحيته، ولكنه ما زال جيدا. هذا التغيير الأخير هو التغيير الذي تود سيمون فيلته، خبيرة التغذية في منظمة Welthungerhilfe، وهي منظمة إغاثة ألمانية تحارب الجوع في جميع أنحاء العالم، أن تراه في ألمانيا أيضا. وتقول فيلته لـ DW: "يجب تنظيم عملية التبرع لبنوك الطعام بشكل أفضل، كما ويجب السماح  بالتبرع بالأطعمة المنتهية الصلاحية لأن الكثير منها عادة ما يكون صالحا بعد".

إسبانيا: إنقاذ بقايا محاصيل

معالجة هدر الطعام محليا

بخلاف الإجراءات الحكومية، هناك أيضا الكثير من المنظمات غير الحكومية على مستوى المدن أو الولايات تعمل مع المزارع وتجار التجزئة والمطاعم لإعادة توزيع فائض الطعام. واحدة من هذه المنظمات هي مشروع فيليكس " FELIX PROJECT" الذي يعالج الجوع وهدر الطعام في لندن منذ عام 2016.

وعن الأنشطة التي يهتم بها هذا المشروع قالت إيمي هيريتغ، المتحدثة باسم مشروع فيليكس، لـ DW. "إنها في الغالب عملية لوجستية عملاقة". تمتلك المنظمة غير الحكومية أربعة مستودعات كبيرة في أنحاء مختلفة من لندن، بالإضافة إلى مطبخ كبير. إنهم يجمعون الطعام الذي كان سيتم التخلص منه من أكثر من 400 مورد مثل محلات السوبر ماركت والمطاعم. ثم يتم فرز الطعام وفحصه من قبل عدد كبير من المتطوعين، قبل إعادة توزيعه على حوالي 1000 منظمة محلية يتعاون معها مشروع فيليكس. تشمل الأماكن التي تتلقى الطعام الجمعيات الخيرية، وبنوك الطعام، والمطابخ المجتمعية والمدارس". وتضيف هيريتيغ حوضحة، بأن "لكثير من الناس يعتقدون أن الطعام عبارة عن قمامة، لكن هذا ليس صحيحا، فالجودة عالية فعلا".

وبحلول نهاية العام، يقدر مشروع فيليكس أنه سيكون قد وزع ما يعادل 40 مليون وجبة في جميع أنحاء لندن. في عام 2021، كان قد بلغ عدد الوجبات الموزعة 30 مليونا. وفي عام 2019، قبل جائحة كورونا، بلغ عدد الوجبات الموزعة ستة ملايين وجبة.

ولمواصلة مكافحة هدر الطعام، والقيام بذلك بشكل أكثر كفاءة، تحتاج منظمات مثل مشروع فيليكس إلى أهم شيئين: التمويل والمتطوعين، بحسب هيريتغ. فالمستودعات والسيارات ولوازم المطبخ، كل ذلك  له تكلفته المالية كما يتطلب الأمر دعم الناس للحفاظ على القدرة على التوزيع والاستقبال والفرز.

خضار وفاكهة في سلة قمامة في المانيا 24.08.2020
الكثير من الخضار والفواكه يتم التخلص منها في المنزل رغم أنها لا تزال صالحة للأكلصورة من: Ute Grabowsky/photothek/picture alliance

كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعد؟

تستخدم Winnow، وهي شركة مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذكاء الاصطناعي لمساعدة المطابخ التجارية الكبيرة على تقليل هدر الطعام. ويشمل ذلك الشركات والفنادق والمطاعم والسفن السياحية في 45 دولة حول العالم.

أما الطريقة التي تعمل بها المنظمة الإماراتية فهي "بسيطة"، بحسب المتحدثة ماريا سانو لـ DW. إذ تعمل المنظمة على تزويد الشركات المشاركة بصناديق قمامة مجهزة بموازين وكاميرات تسجل معلومات حول الطعام ومقدار ما يتم التخلص منه. يتم تجميع هذه المعلومات في تقارير يومية أو أسبوعية أو شهرية ويمكن للطهاة استخدامها لضبط كمية البقالة التي يشترونها.

العملاء الذين لديهم مكاتب كبيرة، لديهم أيضا صناديق قمامة مع هذه المعدات لمعرفة ما هي الأجزاء من طعام الكافتيريا التي يرميها موظفوهم.

وتقول سانو: "إذا كان الناس يتخلصون دائما من الحلويات على سبيل المثال، فيتوجب عليهم إذن شراء كميات أقل، وإذا كان هناك الكثير من البندورة في سلة المهملات، فقد يكون الوقت قد حان لتقديم السلطة بدون بندورة، وذلك لعدم الرغبة بأكلها".

هذه العملية، سواء كانت للمطابخ الصناعية أو كافتيريات الشركات، تساعد الطهاة على تحسين عمليات إنتاج الأغذية الخاصة بهم ، و"توفير المال وتقليل البصمة البيئية"، كما تقول Winnow على موقعها على الإنترنت.

صورة رمزية لحبوب وبقوليات مختلفة
كم هي كمية الحبوب اللازمة وكم هي الزائدة.. شركة Winnow تساعد مسؤولي المطاعم والمطابخ الكبيرة في ذلك لتقليل هدر الطعامصورة من: Gregory Johnston/Zoonar/picture alliance

ماذا يمكننا أن نفعل أيضا؟

بحسب الخبيرة الألمانيه فيلته فإن الناس في جنوب الكرة الأرضية نادرا ما يتخلصون من الطعام، لأنهم بحاجة إلى الاكتفاء بما لديهم". ولكن يمكن المساعدة هناك عبر تحسين تخزين المواد الغذائية قبل تسليمها إلى تجار التجزئة. وتوضح بأنه "لا يزال هناك الكثير من التخزين التقليدي، وبالنسبة للسلع الجافة مثل الحبوب والمكسرات، سيكون من الرائع استخدام أكياس محكمة الإغلاق؛ فهذا يمنع تلفها".

أما في ألمانيا فيتم التخلص من 40 بالمائة من الطعام في المنازل، وهو ما يقدر بـ 75 كيلوغراما من الطعام للشخص الواحد سنويا، مما يجعل المستهلكين الأفراد أكبر مصدر للنفايات. "لقد اعتاد المستهلك على حقيقة أن هناك دائما وفرة من الطعام"، بحسب فيلته.

و "قبل التضخم الحالي، كان الطعام رخيصا في ألمانيا". ومن أجل عدم إهدار الطعام تنصح فيلته الناس بعدم رمي الطعام مباشرة بسبب انتهاء موعد صلاحيتها، وتقول "ينبغي شم الطعام أولا وتذوقه لمعرفة ما إذا كان لا يزال صالحا للأكل، فالزبادي عادة ما تكون صالحة بعد التاريخ المطبوع، كما يمكن عصر التفاح القديم وتناوله". وتنصح فيلته بتقليل كمية المشتريات أيضا، "فالمخاطرة بالذهاب مجددا للشراء من المتجر أفضل من المخاطرة بالتخلص من الطعام لاحقا".

كارلا بليكر/ علاء جمعة