"لا علاقة مباشرة بين العنف والحركات اليسارية" – DW – 2007/5/27
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"لا علاقة مباشرة بين العنف والحركات اليسارية"

نيك أميس/ إعداد أمنية أسعد٢٧ مايو ٢٠٠٧

كثيراًً ما تقع أعمال شغب خلال المظاهرات التي تنظمها الحركات اليسارية الراديكالية، مما يعطى انطباعاً بأنها تتخذ العنف وسيلة للتعبير عن مطالبها، إلا أن الخبراء ينفون وجود علاقة مباشرة بين العنف واليسارية الراديكالية.

https://p.dw.com/p/APhT
مظاهرات قامت بها اليسارية الراديكالية لمناهضة العولمةصورة من: AP

منذ ستينيات القرن المنصرم دأب اليساريون الراديكاليون في أوروبا على التظاهر – خصوصاً أثناء عطلة عيد الفصح، وبعد تراجع الإقبال على الخروج في المظاهرات بوجه عام إبان التسعينيات شهدت الحركة اليسارية الراديكالية صحوة خلال السنوات القليلة الماضية. وكان غزو العراق بمثابة الشرارة التي ساهمت في إنعاش هذه الحركة تدريجياً، إذ حشدت المظاهرات المناهضة للغزو عام 2003 ما يتراوح ما بين ستة إلى عشر ملايين شخصاً في شتى أنحاء العالم، ثلاثة ملايين منهم تجمعوا في روما وحدها.

أما مساوئ العولمة وعدم المساواة وتلوث البيئة فهي في مقدمة الأسباب الرئيسة لخروج اليساريين الراديكاليين إلى الشوارع في مظاهرات صاخبة بشكل متكرر، ومن الممكن أن يتظاهر في مدينة هايليغيندام الألمانية أثناء انعقاد قمة مجموعة الثمانية في حزيران/يونيو 2007 عدد كبير منهم.

تنسيق المظاهرات

Demo in St. Petersburg - Oppositionspolitiker festgenommen
يضطر رجال الشرطة في بعض الأحيان لاستعمال العنف لرد العنفصورة من: AP

بالرغم من أن قضايا الفقر وعدم المساواة والحرب ليست بالجديدة، إلا أنها باتت تمثل أهم مواضيع مظاهرات الحركات اليسارية الراديكالية، وتسعى هذه الحركات إلى تنظيم شبكة لليساريين الراديكاليين في أوروبا، وتطالب منظمة مناهضة العولمة السلمية ومقرها لندن بأن تؤول لها مهمة إدارة هذه الشبكة، وقد سبق وأن شاركت هذه المنظمة في تنسيق عدد من المظاهرات الضخمة في القارة الأوروبية خلال الأعوام الست الماضية.

وعادة ما تشهد هذه المظاهرات وقوع أعمال عنف، ففي ألمانيا على سبيل المثال نادراً ما تمر المظاهرات دون إحراق سيارات من قبل المتظاهرين، لكن الشرطة الألمانية تلاحق الفاعلين وتسعى دائماً إلى قطع الطريق أمام محدثي الشغب خلال المظاهرات والحيلولة دون وقوع أعمال عنف.

وفي المظاهرات العالمية تزايدت المواجهات العنيفة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، لذا يُعتقد بأن هناك تنسيق بين المتظاهرين لتنظيم أعمال العنف، إلا أن جاي تايلور أحد اليساريين الناشطين في مناهضة العولمة، ينفي وجود مثل هذا التنسيق، ويحمل تايلور السياسيين مسؤولية وقوع أعمال العنف، لتجاهلهم مطالب الناس والمشاكل، التي تؤرق مضاجعهم.

ليس هناك من علاقة مباشرة بين اليسارية الراديكالية والعنف

60 Jahrestag Kriegsende Berlin Demonstration
تجنب رجال الشرطة مواجهة المتظاهرينصورة من: AP

من ناحية أخرى يوضح كاس مود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أنتفيرب وخبير شؤون الحركات اليسارية الراديكالية أن مثل هذه الحركات لها أساليب ووجهات نظر متنوعة، وبشكل عام فإن غالبيتهم لا يتبعون أيديولوجية عنيفة. وهناك مجموعات يصنفها البعض في إطار هذه الحركات، كالمجموعة السوداء، على سبيل المثال، والتي يتظاهر أفرادها بشكل عنيف، إلا أنهم ليسوا من أتباع الحركة اليسارية الراديكالية.

ويوافقه زميله البروفسور لوك مارش في الرأي، إذ يقول أن "معظم هذه المجموعات سلمية وليست ضد الديموقراطية، والمجموعات غير السلمية التي تظهر في مظاهرات اليسارية الراديكالية تتظاهر معها تحت مظلة واحدة، بالرغم من أن لديها اهتمامات مختلفة، وليس هناك علاقة بينهم وبين اليسارية الراديكالية.

الشغب مصدره زمرة محددة

هناك تخوف من وقوع أعمال شغب في المظاهرات المرافقة لقمة دول مجموعة الثمانية في هايليغيندام، ومن احتمال تسلل عدد من المتطرفين اليمينيين إلى صفوف المتظاهرين المسالمين، لكن كاس مود يؤكد على أنه لو حدث شغب ما فإن مصدره سيكون زمرة محددة من اليساريين الراديكاليين، الذين يميلون إلى استخدام العنف.