لعبة القط والفأر - حرب قراصنة الإنترنت تعاطفا مع ويكيليكس – DW – 2010/12/16
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لعبة القط والفأر - حرب قراصنة الإنترنت تعاطفا مع ويكيليكس

١٦ ديسمبر ٢٠١٠

مجموعة من قراصنة الانترنت، اتخذت اسم "أنونيمس"، أعلنت الحرب على عدد من الشركات العالمية والهئيات الحكومية من خلال حجب أو تعطيل مواقعها الالكترونية. وذلك ردا على إيقاف التعامل مع موقع ويكيليكس واعتقال مؤسسه.

https://p.dw.com/p/QYMA
القرصنة: وسيلة "أنونيمس" للتعاطف مع موقع ويكيليكس ومؤسسهصورة من: AP

لا تزال قضية اعتقال مؤسس ويكيليكس، التي انقسمت حولها الآراء، تسيطر على الاهتمام في شتى أنحاء العالم. وفي الوقت، الذي تسعى فيه واشنطن إلى تقديمه للعدالة الأمريكية عقب نشره للوثائق الأمريكية المسربة، يتعاطف معه آخرون في شتى أنحاء العالم، كلّ على طريقته. وفيما فضل عدد من الصحف الألمانية، على غرار تاغس تسايتونغ" و"فرانكفورتر روندشاو" و"دير فرايتاغ" و"تاغس شبيغل"، نشر نداء مشترك ينتقد أي محاولة لتجريم موقع "ويكيليكس"، فضل شق آخر إبراز تعاطفه مع موقع ويكيليكس من خلال القيام بعمليات قرصنة الكترونية. ومن بين هؤلاء المتعاطفين مجموعة عرفت باسم "أنونيمس" (أي مجهول).

مجموعة مجهولة العدد والهوية

LOGO Anonymous Flagge
رمز مجموعة أنونيمس

هذه المجموعة المجهولة العدد والهوية أعلنت مسؤوليتها على عمليات قرصنة الكترونية تعرضت لها مواقع شركات عالمية، على غرار شركة "أمازون" المتخصصة في البيع بالتجزئة على الإنترنت. يأتي ذلك بعد أن قررت شركة أمازون، وهي من أكبر مزودي الخدمات التجارية على الانترنت، مؤخرا سحب مساحة وحدة الخدمة التي كان موقع ويكيليكس يستخدمها. وقالت أمازون إن قرارها جاء بسبب نشاط غير قانوني للموقع، مؤكدة إنها لم تتعرض لضغوط أمريكية أو من أي حكومات أخرى. كما تعرضت مواقع شركات أخرى متخصصة في المعاملات المالية وفي الخدمات الائتمانية، على غرار "فيزا" و"ماستر كارد" و"باي بال"، لهجمات قرصنة الكترونية عقب رفضها التعامل مع التبرعات الموجهة لموقع ويكيليكس. وقد بدأت عمليات القرصنة الالكترونية بتعطيل الموقع الرسمي لمحامي السيدتين السويديتن، اللتين رفعتا دعوى قضائية ضد جوليان أسانج بتهمة اغتصابهما. كما عطلت القرصنة الموقع الالكتروني للبنك النمساوي الذي كان قد أغلق رصيد أسانج البنكي.

وتتواصل مجموعة "أنونيمس" عبر قنوات مشفرة خاصة اسمها "أى.أر.سي" تستخدم في غرف الدردشة وبالأخص على موقع " فور شان. أورغ" ليتم تبادل المعلومات بشكل متخفي تماماً ما بين الصور الكثيرة والكلمات. كما تروج المجموعة لعمليات القرصنة المعلوماتية من خلال نشر كيفية تخريب المواقع الالكترونية والبرامج، التي من شأنها أن تؤدي إلى الهدف المطلوب. كما يتم شرح كيفية تحميل واستخدام هذه البرامج "التخريبية"، على شكل مقاطع فيديو ونشرها على عدد من المواقع، على غرار موقع يوتوب.

ويكيليكس ينفي أي صلة مع "أنونيمس"

Wikileaks Juilan Assange vor Gericht
البعض يرى في اعتقال مؤسس ويكيليكس قمعا لحرية الصحافةصورة من: Picture-Alliance/dpa

وكان موقع ويكيليكس قد نفى في بيان في وقت سابق مسؤوليته عن عمليات القرصنة على مواقع الكترونية اُعتبرت معادية له. وأوضح البيان أن "هذه الهجمات مصدرها تجمع انترنت تحت اسم "أنونيمس". كما نفى البيان أي صلة له بهذه المجموعة: "هذه المجموعة غير مرتبطة بويكيليكس، ولا يوجد أي اتصال بين موظفي ويكيليكس وأي شخص من أنونيمس"، مؤكدا أن ويكيليكس لم تتلق أي إشعار سابق عن عمليات أنونيمس". وذكر كريستن هرافنسون، المتحدث باسم ويكيليكس، في بيان "نحن لا ندين ولا نشيد بهذه الهجمات. نحن نعتقد أنها انعكاس للرأي العام حول تصرفات المواقع التي تعرضت للهجوم".

لكن مجموعة "أنونيمس" لا يمكنها القيام بعمليات القرصنة مجهولة الهوية طويلا، وفق ما يرىكارستن كنابه، رئيس المؤسسة الألمانية لأمن المعلومات، وهي شركة مختصة في تطوير برامج كمبيوتر لدرء الحواسيب والمواقع الالكترونية من عمليات قرصنة الكترونية. ويشير كنابه إلى وجود العديد من الخدمات الإلكترونية لإخفاء هوية مستخدم الإنترنت، مؤكدا في الوقت نفسه "أن يكون من الصعب على المبتدئين إبقاء هويتهم مجهولة تماماً". ويلفت إلى أنه فقط أولئك الذين لهم خبرة بإمكانهم إخفاء هويتهم الحقيقية في عالم الإنترنت.

والسلطات الأمنية بالمرصاد....

وبالفعل فقد تمكنت السلطات الهولندية قبل أيام من اعتقال اثنين من قراصنة الإنترنت المبتدئين من منظمة "أنونيمس" وقد اعترفا باشتراكهما في العمليات التخريبية لمواقع شركات ماستر كارد وفيزا. كما نشرت جامعة توينتي الهولندية دراسة عن إمكانية العثور على أي قرصان للإنترنت بسهولة،- ربما لإخافة الشباب الآخرين في حال إذا كانت عندهم النية في الاشتراك في عمليات تخريبية كتلك التي تعرضت لها بعض الشركات العالمية.

وفي أحدث التطورات طالبت مجموعة "أنونيمس" بإرسال أكبر عدد ممكن من الفاكسات انطلاقا من موقع مختص في هذا الشأن، لشركات كأمازون و ماستركارد تتضمن، إما أجزاء من الملفات التي تم نشرها على ويكيليكس، أو علامة ويكيليكس. الخبير الألماني في أمن المعلومات يوضح أنه بإمكان للشركات الكبيرة اتخاذ الإجراءات الاحتياطية بهدف التقليل من الخطر الذي من الممكن أن يحدث. ولكنه أكد قائلا: "لن تستطيع أن تؤمن نفسها من المخاطر بصفة كاملة".

منى حفني (+ د.ب.أ)

مراجعة: شمس العياري