ما أهمية التزامات الجيش الألماني في مهام السلام الإفريقية؟ – DW – 2020/2/6
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما أهمية التزامات الجيش الألماني في مهام السلام الإفريقية؟

٦ فبراير ٢٠٢٠

وافقت الحكومة الألمانية على تمديد مهمتين للجيش في إفريقيا، وهما مواصلة المشاركة في المهمة الأممية لحفظ السلام في دولة جنوب السودان وفي السودان. لكن القرار النهائي حول ذلك يعود للبرلمان. وهذه إضاءة على هذه المهام.

https://p.dw.com/p/3XJ8C
عربة مصفحة لجنود الأمم المتحدة خلال دورية في إقليم دارفور
تساهم ألمانيا بمهام الأمم المتحدة في إفريقيا لتأمين المساعدات الإنسانية وترسيخ السلام والأمنصورة من: AFP via Getty Images

ما هي مهمة "يوناميد"؟

تهدف مهمة "يوناميد" في السودان إلى حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية لهم ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم دارفور غربي البلاد. وعوضت مهمة "يوناميد" مهمة "اميس" التابعة للاتحاد الإفريقي التي لم تنجح في حماية السكان المدنيين خلال النزاع في دارفور.

حجم الوحدات الألمانية؟

يشارك الجيش الألماني حاليا بأربعة جنود في المهمة. وتعتزم الحكومة الألمانية خفض الحد الأقصى للجنود المسموح بمشاركتهم في المهمة عقب 31 آذار/مارس المقبل من 50 إلى 20 جنديا. ومن المخطط تمديد المهمة حتى 31 كانون الأول/ديسمبر المقبل، حيث يجرى التفاوض داخل الأمم المتحدة على تفاصيل مهمة للمتابعة. "يمكن بالطبع إلى جانب الجنود الأربعة تكليف موظفين آخرين"، يقول أولريش ليشته من الحزب الليبرالي الديمقراطي، ويشير إلى الدور الألماني الهام لدى الأمم المتحدة: "ألمانيا موجودة حاليا في مجلس الأمن الدولي وبالتالي من المهم أن نشارك في مهام الأمم المتحدة. ونظرا لحجمها الاقتصادي وأهميتها داخل الاتحاد الأوروبي، وجب على ألمانيا المساهمة في المهمة". وأعلن أولريش ليشته، رئيس اللجنة الفرعية للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والعولمة، في البرلمان الألماني (بوندستاغ) "إذا تمت المطالبة بخبراء أكثر، فإن الجيش الألماني سيضعهم رهن التصرف. فهذا يرتبط دوما بإطار ما يتم طلبه".

عضو البرلمان الألماني أولريش ليشته من الحزب الليبرالي
أولريش ليشته يؤيد مثل غالبية نواب البرلمان الألماني تمديد مهام الجيش في السودانصورة من: Petra Homeier

ما هو الوضع الحالي في عين المكان؟

مئات الآلاف من الموتى، وحوالي 2,7 مليون من النازحين، حسب التقديرات لحصيلة المواجهات في غرب السودان منذ 2003. فالرئيس السابق عمر حسن البشير الذي أطاح به الجيش بعد احتجاجات شعبية في أبريل 2019، كان يتحرك بعنف كبير ضد المتمردين والمدنيين في إقليم دارفور.

وصدرت ضده وعدد من أعضاء الحكومة السابقة مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب. وحوالي ستة ملايين شخص في السودان بحاجة لمساعدات إنسانية ويعاني أكثر من مليوني شخص من نقص في الغذاء ومليونا طفل دون الخامسة يواجهون المجاعة.

أهمية يوناميد بالنسبة إلى المنطقة؟

"المهمة إلى حد الآن ناجحة"، يقول أولريش ليشته الذي  ويضيف "كان لدينا الأمل في إنهاء المشاركة هذا العام في هذه المهمة في السودان. لكن يجب عدم إغفال أن أعلى هذه البلدان تبدأ حدود البحر المتوسط مع ليبيا والجزائر ومصر". ولاسيما بسبب الهجرة يكون من المهم إحلال السلام قدر الإمكان في المنطقة. "وهذا لا يتأتى حاليا إلا عبر المهام الدولية"، كما يقول ليشته.

أما بيتر شومان الذي كان نائب المبعوث الخاص ليوناميد إلى دارفور فلديه رأي مختلف ويقول "ليس هناك سبب لمتابعة المهمة يوما واحدا. فهي لم تمنع في السنوات الماضية أي اعتداء على السكان المدنيين". وفي إطار جميع جهود الأمم التحدة، فإن المهمة لم تأت ولو مرة واحدة بشيء ضد إرادة نظام البشير المخلوع. "يجب الآن القول: النظام انتهى، ثم وجب على هذه المهمة أن تنتهي" يقول شومان.

كيف يجب أن تكون الصيغة المستقبلية لالتزام الأمم المتحدة؟

"يجب على الأمم المتحدة عوض ذلك أن تصدر تفويضا سياسيا لدعم اتفاقية السلام الهشة"، كما يطالب العارف بظروف السودان بتوجيه جديد لمهمة يوناميد وإحلال مهمة أصغر: "يحتاجون إلى مرونة كبيرة وليس جهازا ثقيلا مثل الذي نتوفر عليه الآن".

ومبدئيا يبقى بسبب التركيبة داخل مجلس الأمن الدولي من الصعب الحصول على تفويض معقول، كما يشرح شومان:" لدينا مصالح متعارضة كثيرة. وفي تفويض جديد يجب إبرام حلول وسط مع الصين وروسيا، ولاسيما مع الولايات المتحدة التي تصعب القيام بعملية معقولة في السودان". ويطالب خبير الشؤون السودانية بمراعاة تغير المناخ على وجه خاص في إطار مهام الأمم المتحدة "لدينا في بعض المناطق مزارعون يعانون بسبب خسائر تصل إلى 70 في المائة نتيجة عواقب تغير المناخ، وبموازاة ذلك تزايد عدد السكان. والسودان معني بشكل كبير بتغير المناخ، فمنذ الآن يوجد آلاف اللاجئين بسبب المناخ".

ما هي مهمة "يونميس"؟

وافقت الحكومة الألمانية على تمديد مهمة "يونميس" في جنوب السودان لمدة عام آخر. ومن المخطط الإبقاء على الحد الأقصى للجنود المسموح بمشاركتهم في المهمة عند 50 جنديا. وتهدف المهمة إلى دعم عملية السلام وحماية المدنيين في دولة جنوب السودان التي أعلنت استقلالها عام 2011. وعلاوة على ذلك يراد من "يومنيس" دعم عملية السلام وتنفيذ وقف إطلاق النار. ويعمل حاليا أكثر من 14 ألف من جنود القبعات الزرق التابعين للأمم المتحدة في جنوب السودان إضافة إلى أكثر من 1700 من قوى الشرطة.

ما هو قوام الوحدات الألمانية؟

يصل قوام الوحدات الألمانية حاليا إلى 14 جنديا، والحد الأقصى هو 50 جنديا. والجيش الألماني منذ 2005 متواجد في السودان. البرلمانية الألمانية أغنيسكا بروغير من حزب الخضر، تطالب بأن تدعم ألمانيا كعضو مؤقت في مجلس الأمن الدولي مهمة "يونميس" وتقول "بإمكان الحكومة الألمانية تجاوز الحد الأقصى لخمسين جنديا، وتقديم مساهمة أكبر في هذه المهمة". وحتى الأمم المتحدة ألمحت بوضوح إلى الرغبة في الحصول على دعم أقوى من جانب ألمانيا. وبالطبع تبقى الأمم المتحدة في هذا النوع من النزاعات الصعبة قادرة على التحرك فقط ضمن حجم الدعم الذي تقدمه لها الدول الأعضاء: "وهنا تكون المساهمة بأقل من 20 شخصا غير كافية"، تقول بروغير.

جنود تابعون للأمم المتحدة يشاركون في مراقبة وقف إطلاق النار في جنوب السودان
رغم وقف إطلاق النار في جنوب السودان يتهم طرفا الصراع بخرق الاتفاقصورة من: Getty Images/A.G.Farran

ما هو الوضع الحالي في عين المكان؟

"نرى أنه بالرغم من العديد من إجراءا ت وقف النار المتفق عليها، تحصل باستمرار تجاوزات فظيعة والرئيس سالفا كير وزعيم المتمردين ريك ماشار لا يلتزمان بتعهداتهما"، كما يفيد تقدير بروغير. ونحو نصف سكان جنوب السودان البالغ عددهم 13 مليون نسمة، يعانون من الجوع إضافة إلى مليوني نازح داخلي، وبالتالي يبقى الوضع الإنساني كارثيا في المنطقة.

ما هي أهمية يونميس بالنسبة إلى المنطقة؟

"المهة تبقى رغم العديد من المشاكل محاولة لضمان حماية السكان المدنيين ولو في إطار محدود، والتأكد من أنه سيتم إطلاق عملية سياسية وإصلاح القطاع الأمني"، تؤكد السياسية من حزب الخضر. ومن أجل إنهاء العنف وانطلاق عملية سياسية هناك حاجة إلى الدعم من الخارج والأمم المتحدة.

كيف يجب أن يكون التزام الأمم المتحدة مستقبلا؟

"هناك حاجة أكثر للضغط السياسي. هناك حاجة ليس فقط لجنديات وجنود، بل لخبراء مدنيين يدفعون مثلا إصلاحات القطاع الأمني إلى الأمام، وهذا يحتاج إلى وقت"، كما تقول السياسية من حزب الخضر أغنيسكا بروغير، التي تطالب بتغيير طريقة تفكير الدول المانحة: "الأمم المتحدة لا تحصل على ما يكفي من الموارد، لأن الدول الغربية في الغالب تقدم وعودا للتمويل لا تفي بها لاحقا عندما يتعلق الأمر بموارد بشرية وكذلك فنية".

أوليفر بيبر/ م.أ.م