مباراة الأرجنتين وساحل العاج: راقصو التانغو أمام الفيلة الافريقية

عندما يمر إسم الأرجنتين فأن أول ما يتبادر إلى الذهن أسم الأسطورة "دييغو ماردونا" الذي لم تنجب ملاعب الكرة مثيلاً له. ويتذكر عشاق الكرة جيداً بطولة عام 1986 عندما قدم ماردونا كأس المرارة للمنتخب الإنجليزي بيد ليخطف الكأس الذهبية باليد الأخرى بعد ان ترك الإنجليز يتساقطون خلفه تباعا كالدمى ً. وانتهى ماردونا آنذاك بتحطيم أسطورة الحارس الإنجليزي شلتون الذي يتفاخر به الإنجليز كثيراً. الفريق الأرجنتيني لا يضع أمام ناظريه الكأس الذهبية لهذا المونديال فحسب، بل أن مهمته تتمثل كذلك في تجاوز كبوته الماضية. أما منتخب ساحل العاج أو فريق الفيلة الإفريقية فأنه يشترك في المونديال الكروي للمرة الأولى. ويبدو ان سوء الحظ وحده أراد للفيلة الإفريقية ان تجد مكانها في المجموعة الحديدية أو مجموعة الموت المزدحمة بالفرق التي تتمتع بخبرة طويلة وإنجازات يشهد لها على مستطيل المونديال الأخضر.

الأرجنتين وكأس المرارة

رغم السمعة والخبرة الكبيرة التي يتمتع بها الفريق، فأنه قد خرج بأسوء النتائج في المونديال الماضي عندما ودع مونديال كوريا واليابان عام 200 من الدور الأول للبطولة. مدرب الفريق جوزيه بيكرمان يثير أسلوبه التدريبي الكثير من النقد والسخط والإعجاب في وقت واحد. وماردونا كان ليس الأخير في تجديد الانتقادات لبيكرمان، الذي لم يجد صعوبة كغيره من المدربين الآخرين في اختيار تشكيلة فريقه. فالمنتخب الأرجنتيني يزخر بلاعبين من الطراز الأول بامكانهم تحمل المسؤولية على ساحات المونديال الخضراء.

لا يعتمد المنتخب الأرجنتيني على مهارات لاعبيه الفردية فحسب، بل على اللعب الجماعي كذلك. ويعد خط الوسط نقطة ارتكاز الفريق الأساسية، باستخدام الكرات الأرضية القصيرة والسريعة. الأمر الذي يمكن لاعبي التانغو الذين يتمتعون بمهارات عالية من الاختراق من عمق دفاع الخصم. سيحمي شباك الأرجنتين حارسها الأساسي روبرتو ابوندانزييري. أما خط الدفاع فسيتكون من ايالا وسورين وهاينتسه وبورديسو. وخط وسط الفريق فسيضم كامبياسو وماسكيرانكو ويكيلمي وروريغيو. وبالنسبة لسافيولا وكريسبو فسيكونان في موقع الهجوم.

الفيلة الأفريقية في مجموعة الموت

تمكن منتخب ساحل العاج من بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ المونديال بعد أداء قوي ومتميز خلال تصفيات المجموعة الثالثة التي ضمت كذلك دول عربي هي المصري والليبي والمنتخب السوداني. واستطاع العاجيون من التربع على عرش المجموعة بقيادة نجمهم ديدي دروغبا بعد ان تقدموا على اسود الكاميرون وبطل افريقيا المصري لعام 2006. يمتاز منتخب العاج بالقوة والمهارة العاليتين إلا انه يعاني رغم ذلك من خلل واضح في العمق الدفاعي للفريق، الأمر الذي يتطلب من مدربه الفرنسي هنري ميشال معالجة هذه المشكلة قبل انطلاق أولى مباريات الفريق أمام الأرجنتين على ملعب مدينة هامبورغ. وفي حال عدم معالجة المدرب لهذا الخلل القاتل فأن لاعبيه سيواجهون مهمة صعبة أمام لاعبي الأرجنتين الذين يتمتعون بمهارات عالية تمكنهم من اختراق عمق دفاع الخصم. إضافة إلى ذلك فأن منتخب ساحل العاج يعتمد كثيراً على مهارات دروغبا في الهجوم وقدرات لاعبيه ايسن في الوسط والجناح الخطر كالو. ورغم معرفة ميشال بتفوق خصمه الأرجنتيني فقد اعتبر ان منافسه الأرجنتيني الفائز بلقب كأس العالم عامي 1978 و1986 لن يكون بمنأى عن الضغوط عندما يقص المنتخبان غدا السبت شريط افتتاح مباريات المجموعة الثالثة التي تضم هولندا وصربيا والجبل الأسود أيضا.