مشروع أكاديمي ألماني لتعزيز حوار الثقافات مع العالم الإسلامي – DW – 2009/12/5
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشروع أكاديمي ألماني لتعزيز حوار الثقافات مع العالم الإسلامي

٥ ديسمبر ٢٠٠٩

تقدم الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي دعما للجامعات الألمانية التي ترغب في إنشاء علاقات تعاون مع جامعات عربية أو إيرانية وذلك من خلال "مشروع الحوار العربي الألماني الإيراني الجامعي".

https://p.dw.com/p/Knla
طالبات وطلاب أردنيون وفلسطينييون في حلقة حوار مع زملائهم الألمان في مادبا، الأردن 2007
طالبات وطلاب أردنيون وفلسطينييون في حلقة حوار مع زملائهم الألمان في مادبا، الأردن 2007صورة من: Uni Dortmund

"مشروع الحوار الألماني العربي الإيراني الجامعي"، والذي كانت انطلاقته عام 2006 ، يهدف إلى تعزيز ثقافة الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي من خلال بلورة أهداف مشتركة في مجالي التعليم والبحث العلمي. وهو يمنح الطلاب والباحثين الجامعيين فرصة التعرف على أشخاص من ثقافات أخرى، من خلال البحث العلمي والدراسة. أشخاص ليس من السهل على طلاب الجامعات، وخاصة الأجانب منهم، الإلتقاء بهم، كما تقول الدكتورة هايدي فيدل، المكلفة بتنسيق المشروع في الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي. هايدي فيدل أكدت في حديث للدويتشه فيله على أهمية مثل هذا التقارب، حيث "أصبح للعلم وللبحث العلمي طابعا دوليا أكثر من السابق، إذ لا يمكن تنظيمه داخل الحدود الوطنية فقط" معتبرة أن علاقات التعاون بين الطلاب والباحثين لا يجب أن تقتصر على الدول الغربية فحسب.

تركيز الجهود على العالم الإسلامي

DAAD - Deutsch Arabisch Iranischer Dialog
من بين المشاريع: تطوير أساليب بناء مقاومة للزلازل. مدينة فوبرتال الألمانية 2008 ...صورة من: Uni Wuppertal

وترى الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي في "مشروع الحوار الألماني العربي الإيراني الجامعي" مساهمة من جانبها في بناء جسور ثقافية بين دول الشمال والجنوب. ومنذ أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمر ألفين وواحد، ضاعفت الهيئة من جهودها لتثبيت ثقافة الحوار بين أوروبا والعالم الإسلامي. فالباحثين والطلاب، وإن اتفقوا على المناهج العلمية التي يستخدمونها، قد تختلف تصوراتهم وتطلعاتهم حسب اختلاف ثقافاتهم، كما تقول هايدي فيدل: "في بعض الأحيان تكون هناك التباسات في فهم مضامين مواضيع محددة أو اختلاف في طريقة التعامل مع موضوع ما."

وأضافت السيدة هايدي فيدل أنه خلال مشروع علمي مشترك بين جامعة دورتموند الألمانية وجامعات سورية حول التخطيط العمراني في مدينة دمشق، اقتصر الباحثون الألمان في أطروحاتهم على "تصورات عامة تتجاهل خصوصيات المنطقة وحاجيات سكانها الثقافية". إلا أن الحوار مع زملائهم السوريين دفعهم إلى إعادة صياغة تصوراتهم. هذا الحوار تجاوز الحدود العلمية بكثير، كما تقول هايدي فيدل.

وفي مشروع آخر في الأردن يتعلق بتقنيات الري الرفيقة بالبيئة، والذي تم تنظيمه بشراكة مع جامعة براون شفايغ الألمانية وبدعم من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي، أخذ الجدال بين الباحثين مجرى ثقافيا أيضا، حين تطرق الخبراء الألمان إلى تصفية مياه الصرف الصحي لاستخدامها في مجال الري الزراعي. هذا الاقتراح أثار امتعاض الباحثين الأردنيين، لصعوبة تصورهم "استخدام مياه الصرف الصحي لسقي نباتات قد يتم تقديمها على المائدة في وقت لاحق"، على حد تعبير هايدي فيدل.

مجالات تعاون متعددة

DAAD - Deutsch Arabisch Iranischer Dialog
... أو عمليات جراحية معقدة، حيث يقوم أطباء ألمان ويمنيون بعمليات مشتركة. صنعاء، اليمنصورة من: Medizinischen Hochschule Hannover

وتعدد مجالات التعاون، فهي تضم تطوير شُعب دراسية جديدة أو بحث مناهج تعليمية مشتركة، تتفق مع الخصوصيات الثقافية للبلدان الشريكة". لكن الهيئة تدعم أيضا مشاريع جامعية تهتم بالفن والموسيقى، هدفها الرئيسي التقارب بين الطلاب. من بين المستفيدين من هذه المشاريع والتر ميك، مدير قسم الموسيقى في جامعة بون، الذي حاول تطوير مشروع موسيقي عربي ألماني بمشاركة موسيقيين فلسطينيين شباب. محاولة والتر ميك لم تكن فاشلة، فقد استطاع هو وطاقمه تنظيم أولى الحفلات الموسيقية في ألمانيا ودول عربية أخرى من بينها الأراضي الفلسطينية.

بالنسبة لـوالتر ميك، فإن المشروع يمثل مجالا واسعا للمعرفة، ليس في مجال الموسيقى فقط، إذ يضيف بهذا الصدد "طريقة الحياة في فلسطين كانت محل اهتمامي أيضا. كيف يعيش الفلسطينيون؟ هل هم جميعا "إرهابيون"، كما توصله وسائل الإعلام هنا؟" وكانت خلاصة ملاحظاته في غاية البساطة والدهشة "الطلاب هناك هم مثل طلابنا، لا يرغبون سوى في تعلم مهنة وإتمام دراستهم والخروج مع صديقاتهم للتفسح."

ويدعم مشروع الحوار مشاريع الشراكة لمدة ثلاث أعوام يتعرف خلالها طلاب وأساتذة الجامعات الشريكة ببعضهم البعض، بهدف ربط علاقات تستمر حتى بعد انقضاء هذه المدة.

الكاتب: خالد الكوطيط

مراجعة: حسن زنيند