مشروع مسرحي ألماني فلسطيني مشترك في عاصمة الثقافة الأوروبية – DW – 2010/6/25
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشروع مسرحي ألماني فلسطيني مشترك في عاصمة الثقافة الأوروبية

٢٥ يونيو ٢٠١٠

يقدم طلاب تمثيل ألمان وفلسطينيين مشروعاً مسرحياً مشتركاً هو الأول من نوعه منذ افتتاح أكاديمية الدراما بمدينة رام الله بالتعاون مع جامعة ألمانية. العمل المسرحي يُعرض في منطقة الرور الألمانية عاصمة الثقافة الأوروبية 2010.

https://p.dw.com/p/O3a7
يشارك مسرح القصبة العريق في رام الله في تدريب الممثلين الناشئين في الأكاديميةصورة من: Ruth Kinet

موسيقى الديسكو والرقص، الكحول والعنف وتأثيرات صوتية وضوئية - هكذا يتصور طلاب مسرح فلسطينيون الدراما الإغريقية Antigone (أنتيغوني) في الوقت المعاصر، بعد تبنيهم إياها في عرض مسرحي يشكل جزءاً من مشروع مشترك بينهم وبين طلاب جامعة فولكفانغ الألمانية بمدينة إيسن.

وبدعم من جامعة فولكفانغ تم افتتاح أول أكاديمية لتعليم التمثيل بمدينة رام الله الفلسطينية نهاية العام الماضي. وتساعد الجامعة الألمانية الطاقم الفلسطيني على حل مشاكلهم الإدارية أو التعليمية، إضافة إلى تنظيم ورشات عمل في ألمانيا أو حتى إرسال معلمين ألمان إلى المدرسة، مثل معلمة الرقص آنا بوخر، والتي تحدثت عن مشاهداتها في الأراضي الفلسطينية: "إنهم معزولون هناك تماماً. جميعهم تدفعهم حاجة لكي يمثلوا على خشبة المسرح، بالرغم من أن بعضهم متعجرف بعض الشيء، لكنهم جميعاً يرغبون في عرض مواضيعهم على المسرح، أكثر من حاجة العالم الغربي. هذا سبب جيد".

المسرح فضاء للتعبير

Drama Academy Ramallah Studenten Flash-Galerie
تم افتتاح أكاديمية الدراما بمدينة رام الله عام 2009 وتعتبر الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينيةصورة من: Drama Academy Ramallah

وتقول الطالبة الفلسطينية التي تمثل شخصية أنتيغوني إن المسرحية "تدور حول مبدأ السلطة، والتي تتجلى في كثير من الأوجه، كالسلطة المحلية، وسلطة الاحتلال، وسلطة العائلة. نحاول من خلال هذه المسرحية تقديم محاولة للحوار مع رموز هذه السلطة ومواجهة العنف".

ريتا حوراني احدى أولى طالبات الأكاديمية تعتبر أن اختيار الطلبة الفلسطينيين، وخصوصاً الطالبات منهم، لمسرحية تتحدث عن شخصية أنتيغوني الأسطورية الإغريقية هو تعبير عن رغبتهم في تغيير الوضع السائد في فلسطين. كما أوضحت أن موضوع المسرحية يمسها كامرأة فلسطينية لا تستطيع التعبير عن رأيها بحرية. وترى حوراني أن المسرح يشكل وسيلة للتعبير عن رأيها بحرية دون أي قيود.

ولم يكن بإمكان الفلسطينيين في السابق دراسة التمثيل، حتى في إسرائيل التي تضم عدداً من مدارس التمثيل المسرحي والتلفزيوني المرموقة، لأن الوضع السياسي يجعل من دخولهم لإسرائيل أمراً مستحيلاً. ويبلغ متوسط أعمار الطلبة الفلسطينيين بين العشرين والثلاثين عاماً، ويعيش معظمهم في مدينتي بيت لحم أو القدس، وهو ما يشكل صعوبة في تحمل تكاليف المعيشة والحياة في رام الله، بالرغم من كون الدراسة في أكاديمية الدراما مجانية.

التمثيل وسيلة لتغيير المجتمع


أمجد النتشة، أحد طلاب الدفعة الأولى، يعتبر قبوله في الأكاديمية حلماً تحقق، فهو قد بدأ بتعلم اللغة الفرنسية استعداداً للسفر إلى فرنسا لدراسة التمثيل هناك، إلا أنه غير رأيه بعد مشاهدته لتقرير تلفزيوني حول افتتاح الأكاديمية: "لقد فرحت للغاية، ثم سافرت إلى رام الله على الفور وأردت أن يقبلني جورج إبراهيم في الأكاديمية بعد تجاوزي لاختبارات القبول. حلمي أصبح حقيقة، وأنا سعيد لأنني سأدرس في فلسطين".

Palästinenser Westjordanland Fernsehen Seifenoper Matabb
هناك اهتمام بالحركة الفنية في فلسطين ويشكل مسلسل "مطب" حلقة مهمة في الكوميديا الاجتماعية الهادفةصورة من: picture-alliance/ dpa

ويقصد النتشة جورج إبراهيم مدير مسرح القصبة الشهير بمدينة رام الله وأحد المبادرين لإنشاء أكاديمية الدراما في الضفة الغربية، والذي يقول بأن "فن المسرح الفلسطيني في تقدّم، وهناك حاجة كبيرة للممثلين المحترفين. هذا ما نحاول توفيره من خلال هذه الأكاديمية، أن نحول التمثيل إلى حرفة. عندما يتوفر لنا عدد من الممثلين المحترفين فبإمكانهم تدريب الآخرين على التمثيل، لأن الموهبة وحدها لا تكفي. نحن بحاجة إلى الخبرة غير المتوفرة حالياً في بلادنا. نحن الفلسطينيون نشعر من خلال تعاوننا مع الألمان بأننا لسنا وحدنا".

الدراسة في الأكاديمية شاقة للغاية، فالطلبة يمضون نحو عشرة ساعات يومياً على مدى ثلاثة أعوام، تنتهي بحصولهم على شهادة البكالوريوس، إلا أن الطلاب مصممون على السير قدماً على هذا الدرب، وخصوصاً أمجد النتشة، والذي يعمل في المساء في أحد فنادق رام الله لكسب المال اللازم لتمويل إقامته هناك. ويهدف النتشة وزملاؤه في الأكاديمية إلى محاولة خلق مجتمع فلسطيني جديد عن طريق المسرح.

ولا يعود هذا التعاون المشترك بالنفع على الفلسطينيين فحسب، كما يقول البروفسور يوهانيس كلاوس من جامعة فولكفانغ: "تعامل طلابنا مع الجانب الاجتماعي والسياسي في المسرح كان بالنسبة لي أمراً شيقاً للغاية. معظم الطلاب الذين يدرسون في جامعتنا اختبروا المسرح الواقعي في السابق، ومن خلال هذا المشروع يحصلون على انطباعات مختلفة تماماً عن المسرح".

الكاتب: ريجينا فولز/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد