منظمة إرهابية قد تكون وراء محاولة تفجير القطارين الألمانيين – DW – 2006/8/24
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منظمة إرهابية قد تكون وراء محاولة تفجير القطارين الألمانيين

٢٤ أغسطس ٢٠٠٦

السلطات الألمانية تحاول تسلم المتهم الثاني في محاولة تفجير القطارين بعد أن سلم نفسه للسلطات اللبنانية. المعلومات الجديدة تفيد بان وراء محاولة التفجير منظمة إرهابية تضع نصب أهدافا في ألمانيا كذلك.

https://p.dw.com/p/8zxO
إعلان كانت الشرطة الألمانية قد نشرته يحث على تقديم معلومات تساعد على ضبط المتهم الثانيصورة من: AP

بعد أن سلم المتهم الثاني في محاولة تفجير قطارين ألمانيين نفسه للسلطات اللبنانية في مدينة طرابلس، تبحث نظيرتها الألمانية إمكانية تسلمه ونقله إلى ألمانيا بغية محاكمته فيها. واعلنت النيابة الالمانية انها ستبذل كل ما في وسعها من اجل نقل هذا المتهم وهو اللبناني جهاد حماد (20 عاماً) الى المانيا. قالت وزارة العدل الالمانية ان عملية تسليمه ممكنة عبر اللجوء الى القنوات الدبلوماسية رغم عدم وجود اتفاق لتبادل الموقوفين بين المانيا ولبنان. واعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في تصريح تلفزيوني عن ارتياحها لتوقيف حمد وقالت انها لا تشك في تسليمه إلى ألمانيا.لكن النائب العام راينر غرايسباوم لاحظ ان عملية التسليم قد تستغرق أسابيع عدة بسبب الإشكالات القانونية وغيرها، مضيفا ان نائبا عاما آخر سيتوجه الى لبنان مساء الخميس لاستجواب الموقوف.

وتشتبه السلطات الألمانية بضلوع جهاد بمحاولة التفجير في مدينتي كوبلنس ودورتموند يوم 13 تموز/يوليو الجاري. وقد فشلت المحاولة بسبب خطأ في التصنيع اليدوي للقنبلتين الموقوتتين. وترجح معلومات جديدة انتماء المتهم إلى تنظيم إرهابي يقوم بأعمال تفجير واغتيالات. وأفادت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" ان الشرطة وجدت في شقته بمدينة كولونيا أجزاء غير مكتملة من صواعق تفجير ومواد حارقة وغيرها. ويعتقد المحققون ان هذه المواد ومن ضمنها أسلاك كانت قد استخدمت في صناعة المتفجرات التي وضعت في القطارين. وعلى ضوء ذلك قال مدير مكتب التحقيق الفدرالي يورك تسيركه إن بلاده ما تزال معرضة لأخطار عمليات إرهابية تطال وسائل النقل العامة على غرار ما حدث في لندن ومدريد.

وكانت الشرطة الألمانية قد ألقت القبض على المتهم الأول وهو شاب لبناني يدعى يوسف محمد ويبلغ من العمر 21 عاما يوم السبت الماضي في مدينة كيل شمال ألمانيا. وجاء عملية إلقاء القبض هذه بعد تشخيص الرجلين بواسطة كاميرات المراقبة أثناء صعودهما الى القطارين في مدينة كولونيا ومعهما الحقائب التي احتوت على المتفجرات.

وعن ملابسات إلقاء القبض على الشاب اللبناني تحدثت الأنباء عن أنّ المخابرات العسكرية اللبنانية كانت وراء المعلومات التي أدت إلى اعتقاله. وفي هذا السياق قالت فراوكه كاترين شويتن المتحدثة باسم مكتب الادعاء الاتحادي الألماني: "المعلومات الحاسمة جاءت مساء الجمعة عن طريق جهاز المخابرات اللبنانية". وذكرت محطة تلفزيون الألمانية الأولى/ ايه.ار.دي إن الجهاز حصل عليها من خلال محادثة هاتفية تم التنصت عليها. وأوضحت بأن الشاب اتصل بأهله في لبنان بعدما شاهد صورته على شاشة التلفزيون طالبا منهم النصح والإرشاد.

خيوط التحقيق تقود إلى هامبورغ

Betende in der Al-Nur Moschee in Berlin
الشرطة تعتبر مسجد الإمام علي في هامبورج نقطة استقطاب للمتعاطفين مع حزب اللهصورة من: dpa

وقد كشفت التحقيقات عن خيوط جديدة في المحاولة، إذ نقلت صحيفة"هامبورجر آبندبلات" عن أحد المصادر المقربة من التحقيقات قوله بأن هناك دلائل تشير إلى ارتباط بين الشاب اللبناني الذي اعتقل في كيل مع شاب ألماني من أصل مغربي سبق اعتقاله في مدينة هامبورج.

وقد أورد موقع صحيفة "ديرشبيغل" بأن السلطات الأمنية الألمانية تتابع منذ فترة شيخ مسجد الإمام علي في مدينة هامبورج، خصوصا وانه كان قد أقام في سكن الطلبة في كيل، حيث ألقي القبض على الشاب اللبناني. وحسب المصادر فإن مسجد الأمام علي يعد نقطة لقاء للمتعاطفين والمنتمين لحزب الله. وحسب صحيفة "هامبورجر أبندبلات" فإنه يعتقد بأن الشاب اللبناني المعتقل والآخر الذي يجري البحث عنه كانا على اتصال وصلات مع مسجد الإمام علي.

معلومات من سائق سيارة أجرة

وعن هوية المتهم الثاني ذكر الادعاء الألماني أنه يبلغ من العمر عشرين عاما ويدعى جهاد حمد وهو أيضا لبناني الجنسية. كما عاش في مدينة كولونيا، حيث قامت الشرطة بتفتيش شقته. وفي تقرير لصحيفة "بيلد" الألمانية الواسعة الانتشار فإن سائق سيارة أجرة من المدينة قدم معلومات مهمة عن هذا المتهم. وحسب الصحيفة فإن المتهم استقل سيارة أجرة إلى محطة القطارات الرئيسة هناك ومعه حقائب المتفجرات. وقد استطاع السائق التعرف على هذا الشخص من خلال الصور التي نشرتها الشرطة والمخابرات الألمانية.

BKA Pressekonferenz Terror Deutschland Verdächtige
صورة بالفيديو للمتهم الأول يوسف محمد في محاولة تفجير قطارين ألمانيينصورة من: AP

وحسب مصادر الشرطة فإن المشتبه بهما استقلا طائرة إلى استنبول في محاولة منهما للهرب، حيث أظهرت سجلات رحلات الطائرات وجود اسميهما على لائحة المسافرين إلى هناك. وحسب السجلات فإن جهاد استمر في رحلته إلى الشرق الأوسط. ولكن لا يعرف ما السبب الذي دفع يوسف للعودة إلى ألمانيا. وقد نقل أحد زملاءه في سكن الطلبة عنه قوله أنه زار أهله في سوريا بعد أن قتل أخوه في لبنان جراء القصف الإسرائيلي. وقد شنت الشرطة الألمانية العديد من المداهمات لسكن الطلبة في محاولة لجمع العديد من الأدلة التي من شأنها التوصل إلى الإمساك بخيوط المؤامرة والدوافع وراء ذلك.

ارتباط بالقاعدة؟

وتحقق السلطات الأمنية فيما إذا كان للمخططين علاقات مع تنظيم القاعدة، لاسيما وأن مثل هذه الأعمال تحمل بصمات هذا التنظيم. وفي هذا السياق يحاول المحققون التوصل إلى إمكانية وجود علاقة ما بين المشتبه بهما والشاب الألماني من أصول مغربية وُيدعى رضوان. وحسب ما نقلته صحيفة"هامبورجر أبندبلات" فإنه يعتقد بأن المشتبه بهما كانا على اتصال معه. يذكر أن رضوان البالغ من العمر 36 عاما يدير مركزا للاتصالات الدولية والإنترنت في مدينة كيل. وكان ينقل الأخبار إلى اللاجئ سعيد بهاجي وزوجته في هامبورغ. وكان بهاجي متهما بأنه عضو في "خلية هامبورج الإرهابية" التي شنت تفجيرات نيويورك الشهيرة. وعلى الرغم من تلك المعلومات فإن التحقيقات تسير في كافة الاتجاهات من أجل استكمال الكشف عن خيوط المخطط الإرهابي.

تشديد الرقابة على الإنترنت

Terror Deutschland Polizei Karlsruhe
الشرطة الألمانية تعثر على أدلة تثبت هرب المشتبه بهما إلى تركياصورة من: AP

على صعيد آخر وفي إطار تشديد إجراءات مكافحة الإرهاب أكد وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبلة على أهمية تشديد الرقابة على الإنترنت. وطالب في هذه السياق" بزيادة عدد الخبراء ذوي المؤهلات اللغوية الخاصة". وفي مقابلة له مع صحيفة " دي سايت" أوضح الوزير بأن شبكة الإنترنت "أصبح نقطة جذب للمتطرفين، وهو يتبادلون بواسطتها المعلومات حول تصنيع القنابل واختيار الأماكن." وبيّن أن الشبكة "أصبحت منبرا للمتزمتين لترويج الدعاية المتطرفة والتحريض على الآخرين". كما طالب باتخاذ إجراءات حاسمة لمراقبة ومتابعة المجموعات المشتبه بها من خلال سن قوانين جديدة تلائم المرحلة على حد تعبيره. وأشار في معرض حديثه عن الإجراءات إلى ضرورة "تفعيل الأساليب الوقائية" التي من شأنها الحد من الأخطار الإرهابية التي قد يتعرض لها المجتمع الألماني. كما طالب الوزير المسلمين في ألمانيا إلى إبداء مزيد من التعاون مع السلطات الأمنية في الحرب على الجماعات المتطرفة.

هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد