مهرجان دوسلدروف للصداقة... رائحة البيتزا تختلط برائحة الحمص والتّبولة – DW – 2007/8/24
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهرجان دوسلدروف للصداقة... رائحة البيتزا تختلط برائحة الحمص والتّبولة

جهينة خالدية- دوسلدورف٢٤ أغسطس ٢٠٠٧

تنزلق ببطء من المزلاج الخشبي المغمور بالطحين الأبيض إلى يدي الطباخ الايطالي، لتستقر أخيرا في الفرن. نحن في أشهر مطاعم مدينة دوسلدروف الذي يقصده الألمان والسياح العرب والأجانب. كما أننا في مهرجان الصداقة السنوي للمدينة.

https://p.dw.com/p/BWRX
أزقة دوسلدورف ومطاعمهاصورة من: Johaina Khaldieh

لا يجد الطباخ كثير من الوقت ليجيب على أسئلة زبائنه حول "سر الطبخة". أو على الأرجح لا يجوز أن نسأل عن سر المهنة، ولكن على الأقل يمكننا المراقبة. العجينة هي "الجوكر"، أو الورقة الرابحة. الدقيق، المياه، الخميرة، الملح، زيت الزيتون، وأحيانا القليل من الحليب.. تعجن في جرن كبير، تترك بضع ساعات لتختمر، ثم تقطع إلى دوائر بحجم الكف الواحد وتمزج بقليل من الطحين في باطن اليد، ثم ترق.

إلى هنا نكون وصلنا إلى أهم المراحل، التي يختبر فيها الطباخ نجاح عجينته أو لا. تجده يبتسم وهو يقلبها بين يديه يمنة ويسرى. ثم يدخلها في الآلة المخصصة لـرق العجين. والنتيجة؟ عجينة رقيقة تكاد تساوي بسماكتها سماكة الورقة. بعد هذه الثانية ترى العجينة النور.

تخرج إلى الواجهة الرئيسية للمطعم، ويحين وقت اختيار الزبون لنوع البيتزا التي يحب. لا يبدو القرار من الأمور السهلة، هناك أكثر من عشرين نوعا مختلفا. خضار، جبنة، طماطم فقط، الفطر والطماطم، الأعشاب البحرية، أسماك، لحوم حمراء، السبانخ والبصل، حسنا.. إن لم تكن هذه التشكيلة تلبي رغبتك، يمكنك ببساطة اختراع خلطة سحرية خاصة بك، وإن أردت يمكنك أن تجمعها كلها في واحدة!

وعندما ينتهي الزبائن والزوار من أكل بيتزتهم المفضلة، يحين موعد نزهة طويلة على ضفاف الراين، للمشاركة بفعاليات المهرجان.

الراين لا يملك الوقت

Düsseldorf, Friendship Festival
.. وركن لوجبة سريعةصورة من: Johaina Khaldieh

بسرعة تتحرك مياه الراين. هذا ما يراه متأمل النهر من العاصمة الإقليمية دوسلدروف تحديدا. وكأن سكان العاصمة الـ 580 ألف نسمة يدفعون الموجات بنظراتهم، أم أن الهواء الرقيق يتكفل بدفع الموجات العريضة!. لا يملك النهر الكثير من الوقت ليضيعه، وكأنه يحلم بأن يلامس ظله. وإذا ما أراد تحقيق حلمه، فعليه قطع 1320 كلم، هذا هو طول النهر من المنبع إلى المصب.

مع كل موجة نغمة، أو ربما أكثر. من هناك، من الناحية الأخرى للأزقة المتشعبة. يجتمع الشباب والعائلات. في حلقات وفي صفوف أفقية. يستمعون الى الموسيقى المتصاعدة من المسرح المواجه. يختلط الصوت الأوبرالي بصوت مغني البوب الشاب. وتتداخل نوتات الساكسفون بالكمان.هو حفل متنوع، يمزج الموسيقى الكلاسيكية بالجاز وبالموسيقى الشعبية. معها كلها تمايل الأحبة والأصدقاء.

في المقدمة تماما، تقف سمية. ترفع يديها عاليا وتلوح بهما على وقع نغمات البيانو. تضم صديقتها وتبتسمان سوية لأغنية تذكرهما بأيام المراهقة. في الفاصل القصير بين أغنيتين، تجد سمية الوقت لتسوي الغطاء على رأسها. هذا الرمز الإسلامي لا يمنعها من المشاركة في نشاطات المجتمع الألماني وحياة مدنه. تعيش سمية المغربية منذ عشرة سنوات في دوسلدروف، بعد أن حصلت على منحة لدراسة الأدب الألماني.