ولادة جديدة لصناعة الساعات الفاخرة في ألمانيا – DW – 2006/1/11
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ولادة جديدة لصناعة الساعات الفاخرة في ألمانيا

١١ يناير ٢٠٠٦

تشهد حرفة صناعة الساعات الميكانيكية الفاخرة في شرق ألمانيا انتعاشا لم يسبق له مثيل منذ سقوط سور برلين. الطلب الكبير على الساعات الألمانية الفاخرة يزداد نظراً لروعة تصميمها ودقة ميكانيكية عملها.

https://p.dw.com/p/7lo1
ساعة ألمانية فاخرةصورة من: dpa - Bildarchiv

تحتضن بلدة جلاس هوته القريبة من مدينة دريسدن في شرق ألمانيا، التي كانت تشتهر قديما بالتعدين، حرفة نادرة من نوعها وهى صناعة الساعات الجميلة المعقدة التي ينتجها صناعها المهرة. وفي هذه البلدة الجميلة ينتج صناع الساعات التقليديون ساعات ميكانيكية فاخرة يشيد الخبراء بدقتها وجودة إنتاجها، فمنذ عقود طويلة تعد جلاس هوته من أهم مراكز صناعة الساعات الفاخرة التي تنافس سويسرا حتى دمر القصف الروسي ورشها الرئيسية يوم انتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا. كما أن التأميم الإجباري للشركات المملوكة لأسر و40 عاما من الشيوعية دفن فيما يبدو ما نجا من القصف الروسي إلى أن أحدث سقوط حائط برلين انتعاشا غير متوقع لهذه الحرفة العريقة نظراً لازدياد الطلب الكبير على الساعات الميكانيكية الفاخرة في شتى أنحاء المعمورة.

ساعات فاخرة


وفي العادة تتكلف الساعات الذهبية والبلاتينية التي تنتجها حاليا "ايه. لانجه اند سونه" و"جلاس هوته اوريجينال" أكبر شركتين في البلدة القريبة من الحدود التشيكية ألاف الدولارات وتنافس كبار صناع الساعات في سويسرا مثل باتيك فيليب أو فاشيرون. وأحيانأ قد يصل ثمن القطعة الواحدة منها الى نحو 500 ألف دولار مما يجعل من جلاس هوته قصة نجاح اقتصادي نادرة في منطقة يبلغ معدل البطالة فيها نحو 17 بالمئة. ويذكر أن 800 شخص حاليا في صناعة الساعات في جلاس هوته وهو نجاح كبير في منطقة انهارت فيها تجمعات صناعية كبيرة منذ إعادة توحيد شطري ألمانيا عام 1990.

Uhrenfabrik Lange GmbH in Glashütte
ساعة من جلاس عوته في دريسدنصورة من: ZB - Fotoreport

"إنها حقا ساعات جميلة للغاية"

Azubis beginnen mit Lehre
في ورشة صناعة الساعات في دريسدن احد الحرفيينصورة من: AP

وفي معرض وصفه لمميزات هذه الساعات الفاخرة يقول كريستيان فايفر بيلي رئيس تحرير مطبوعة كلاسيك اورين المختصة بالساعات "إنها حقا ساعات جميلة للغاية." وشجع نجاح الشركتين شركات أخرى مثل نوموس وهي شركة جديدة تنتج ساعات أرخص قليلا ذات شكل مميز يذكر بمدرسة باوهاوس في التصميم في العشرينات من القرن الماضي. ويقول فايفر بيلي: "ان جلاشويت اسم الماني جدا... ويحقق نجاحا كبيرا في المانيا لان هناك الكثيرين الذين يعرفون لانج كعلامة تجارية كبيرة من العهود

السابقة."

وحول الولادة الجديدة لهذه الحرفة الجادة قال فرانك مولر رئيس جلاس هوته اوريجينال، وهى الشركة التي ظهرت بعد خصخصة جي.يو.بي عام 1990: "السبب الرئيسي وراء الانتعاش كان الفترة من 1951

الى 1990." ففي حين كانت صناعة الساعات في الغرب مدمرة بسبب اختراع ساعات الكوارتز الأكثر دقة والأرخص ثمنا بكثير من الساعات الميكانيكية ظلت صناعة الساعات الألمانية باقية بدعم من الحكومة." كما أضاف مولر: "كان من المهم للغاية الا تضيع معرفة وخبرة صناع الساعات هؤلاء ."

يذكر أن المهارة الفنية للحرفيين المحليين ظلت باقية في العهد الشيوعي بفضل شركة في.اي.بي جلاس هوته التي تم تأميمها من قبل ألمانيا الشرقية. وكانت الشركة تبيع ساعات ميكانيكية رخيصة للغرب مقابل العملة الصعبة.

روعة ميكانيكية الوقت

Glashütte Schott in Mainz
اثار وبقايا صناعة الساعات في جلاس هوتهصورة من: AP

تجذب روعة ميكانيكية تصميم ساعات جلس هوته ودقة كل مكون صغير من أجزائها المتحمسين المستعدين لدفع ثمن منزل لشراء ساعة يد يعرف منها صاحبها الوقت مثلها مثل أي ساعة الكترونية ثمنها عشرة دولارات فقط. وتعد ساعات لانج وهي "توربوجراف الجديدة" من أعقد الموديلات التي تحتوي على أكثر من ألف قطعة منها سلسلة لنقل الحركة في سمك شعرة مكونة من 633 جزءا لتبقي على عزم تدوير الساعة ثابتا. هذا بالإضافة الى "التوربيلون" وهو مكون دوار معقد صمم لمعادلة الاثر السلبي للجاذبية على الية عمل الساعة يعتبران قمة فن صناعة الساعات ويفسران بعض الشيء وصول ثمن الساعة توربوجراف الى 380 الف يورو /447500 دولار وفضلا عن الدقة الميكانيكية فان سحر الشركات التي لا تنتج سوى بضعة ألوف من الساعات سنويا مؤكد.

.......وتاريخ عريق

عندما أسس فرديناند اودلف لانج، وهو رجل شديد التدين أول ورشة ساعات في جلاس هوته في عام 1845 قام بتدريب عمال محليين منهم من يصنعون السلال وأكد بشدة على أهمية تطوير المنطقة التي كانت فقيرة في ذلك الوقت. وخلال القرن التالي وبعد أن اتبعت اسر أخرى خطى لانج اصبحت البلدة معروفة على مستوى العالم في عام 1898 عندما أهدى القيصر فيلهلم الثاني سلطان تركيا ساعة رائعة مرصعة بالجواهر من صنع لانج موجودة الآن بمتحف توبكابي في اسطنبول. وعمل والتر لانج حفيد لانج الذي شق طريقه وسط أنقاض مصنع العائلة عام 1945 بوعي على البناء على الحرفة القديمة منذ أن عاد في عام 1990 مع شريكه جونتر بلوملين لإعادة طرح علامة لانج التجارية.

آفاق اقتصادية واعدة

تبدو آفاق المستقبل تبدو مواتية لصناعة الساعات الفاخرة فالاقتصاد العالمي يتحسن بما في ذلك انتعاش اقتصادي في اليابان التي يهتم أهلها كثيرا بالعلامات التجارية مما أثار طلبا كبيرا على السلع الفاخرة منذ بداية هذا العام. وفي هذا السياق يعد الموقع النائي للبلدة التي تقع في منطقة ارتسجبرج خارج مدينة درسدن مثالياً لصقل المهارات الخاصة لصناع الساعات التقليديين. وتعلق كريستين ريختر وهي تدير برفق مفتاح ضبط الدقائق في ساعة لم تستكمل بعد تنتجها لانج "نحتاج للهدوء وللقدرة على التعامل مع مشكلات بالغة الصعوبة."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد