ويكيليكس: طائرات تجسس أمريكية حلقت فوق لبنان بطلب لبناني

سببت البرقيات السرية الدبلوماسية الأمريكية المنشورة على موقع "ويكيليكس" أزمة داخلية في لبنان هذه المرة، بعد نشر صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله لبرقيات أرسلتها السفارة الأمريكية في بيروت. إحدى هذه البرقيات تتحدث عن اجتماع دار بين السفيرة الأمريكية آنذاك، ميشيل سيسون، ووزير الدفاع اللبناني إلياس المرّ، تطرق فيها الوزير إلى عدد من المواضيع الحيوية وأبدى رأيه تجاه عدة سياسيين لبنانيين، مثل وليد جنبلاط وميشيل عون.

وتذكر البرقية، المرسلة في شهر مارس/ آذار 2008، أن الوزير المرّ كان يعتقد بقرب وقوع حرب محتملة بين إسرائيل وحزب الله، وأن كوادر المنظمة "غير واثقين داخلياً من انتصارهم، كما كانوا إبان حرب صيف عام 2006"، مضيفاً أن أنصار الحزب بدؤوا بإجلاء عائلاتهم عن منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت – معقل حزب الله – واستئجار منازل في شمال لبنان وفي المناطق المسيحية. ونقلت "الأخبار" عن الوثيقة ذاتها أن وزير الدفاع اللبناني أوضح للسفيرة الأمريكية الأوامر التي سيعطيها للجيش اللبناني من أجل "مواجهة عناصر حزب الله خلال حربهم مع إسرائيل... وضمان عدم انقلاب السكان المسيحيين على إسرائيل أثناء الحرب".

تجسس جوي أمريكي بطلب لبنان

وقد رد مستشار وزير الدفاع اللبناني جورج صولاج على هذه الوثائق اليوم الجمعة (3 ديسمبر/ كانون أول) بوصفها بـ"المجتزأة والمشبوهة". وأضاف صولاج، في تصريح لوكالة فرانس برس، إن المعلومات الواردة في الوثيقة "غير دقيقة ومشبوهة ولا قيمة لها"، معتبراً أن الهدف من هذه المعلومات هو "إثارة الفتنة (...) إذ أنها لا تعكس حقيقة ما حدث في الاجتماع بين المرّ والسفيرة الأمريكية السابقة."

وظهرت وثائق مسربة أن طائرات تجسس أمريكية حلقت في طلعات استطلاعية فوق لبنان منطلقة من قاعدة جوية بريطانية في قبرص بناء على طلب مسؤولين لبنانيين. وأذكى نشر البرقيات التكهنات بأن الطلعات الجوية فوق لبنان كانت تستهدف نشطاء حزب الله. لكن برقية أخرى حصلت عليها صحيفة الأخبار اللبنانية من موقع ويكيليكس قالت إن الولايات المتحدة أمدت وزير الدفاع ميشيل المر بمواد تهدف إلى دعم عمليات " مكافحة الإرهاب" في مخيمات للاجئين الفلسطينيين.

"افتراءات وتلفيقات"

وفي وثيقة سرية أخرها نشرتها الصحيفة اللبنانية نقلاً عن "ويكيليكس" طلب النائب الحالي في البرلمان اللبناني مروان حمادة، الذي كان يشغل منصب وزير الاتصالات عام 2008، لقاءاً خاصاً مع السفيرة الأمريكية سيسون لإبلاغها عن "نظام كامل يتكون من شبكة من الألياف البصرية تابعة لحزب الله ممتدة في جميع الأراضي اللبنانية". وأشارت الوثيقة إلى أن حمادة نقل هذه المعلومة إلى "جميع أصدقاء لبنان، مثل الحكومة الفرنسية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن".

ورأى حمادة، بحسب الوثيقة، أن نظام الاتصالات الخاص بحزب الله "انتصار استراتيجي لإيران، لكونه خلق محطة

خارجية إيرانية في لبنان مروراً بسوريا". يذكر أن شبكة الاتصالات هذه كانت أحد أبرز أسباب أعمال العنف التي اندلعت بين مناصري حزب الله ومناصري رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في مايو/ أيار 2008، التي راح ضحيتها حوالي 100 شخص.

وكان النائب مروان حمادة قد نفى في بيان صحفي اليوم "مجمل ما نقل عنه"، ووصفه بأنه مزيج من "مخيلة السفيرة الأمريكية وفبركة الموقع المشبوه ... رواية كاملة مليئة بالافتراءات والتلفيقات".

(ي.أ/ دويتشه فيله/ أ ف ب)

مراجعة: عبده المخلافي