يهود على النيل.. الطائفة الدينية الأصغر فى مصر – DW – 2013/6/10
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

يهود على النيل.. الطائفة الدينية الأصغر فى مصر

أحمد وائل- القاهرة١٠ يونيو ٢٠١٣

مؤخراً ناقش مجلس الشورى المصرى موازنة العام المالى الجديد للحكومة، وقد شهدت مناقشات العام المالى إلغاء بند من موازنة الحكومة كان مخصصاً فى السابق للطائفة اليهودية، ويقدر بـ 100 ألف جنيها مصريا (أى حوالى 11 ألف يورو).

https://p.dw.com/p/18lBk
صورة من: DW/W. El Attar

ناقش مجلس الشورى المصرى موازنة العام المالى الجديد لحكومة هشام قنديل، حيث تم إلغاء إلغاء بند من الموازنة كان مخصصا للطائفة اليهودية. نادية هارون نائبة رئيسة الطائفة فى مصر تعلق لـ DW عربية قائلة :" هو ليس قراراً وإنما مناقشة خاصة بالميزانية داخل مجلس الشورى ولم تقر بعد، ولقد أرسلنا وجهة نظرنا بالفعل للجهات المعنية لوقف هذا الإجراء". كما لا تعتبر هارون أن هذا الموقف يعد مؤشراً لتوجه جديد من جانب الحكومة المصرية تجاه الطائفة، حيث توضح "أفضل أن امتنع عن تفسير الموضوع بأى شكل كان طالما أن القرار لم يتخذ بعد". لا تشعر نادية هارون بأن طائفتها مهددة، حيث تؤكد "نحن مواطنين مصريين، وسيسرى علينا ما يسرى على كافة المصريين".

 اختفاء جزء من المجتمع!

الجالية التى كانت تضم أكثر من 20 ألف يهوديا من أصول وجنسيات مختلفة فى مصر الأربعينيات بدأت فى التناقص عقب حرب السويس عام 1956 بشكل تدريجى حتى صار تعدادها لا يتجاوز العشرات الآن، وتعلق على ذلك مخرجة الأفلام التسجيلية المصرية نادية كامل، والتى تنحدر من عائلة ذات أصول يهودية حيث تقول لـ DW عربية:" الطائفة صارت صغيرة جدا، أحيانا أفكر ما هى دوافع بقاء بعض اليهود فى مصر؟ ولكن لا أجد إلا مبرارات وطنية وسياسية، مثلا عائلة هارون التى تنتمى إليها رئيسة طائفة اليهود المصريين، هى عائلة تنتمى لليسار المصرى، لكن النسبة الأكبر من اليهود غادرت البلاد حينما صارت الأوضاع صعبة، ولكن كيف تحملت العائلات اليهودية القليلة أوضاع صعبة أحاطت بها؟".

Main title/ Subject:  Jews of NilePhoto title:  Photos from Egypt.  Nadia Kamel a film director of Egypt. Her documentary film, "salta blady" on her Jewish mother and the mother wish to communicate with her family assets which left Egypt. Place and Date: Cairo, Monday, June 1, 2013  Copy Right/ Photographer:  Ahmed Wael
مخرجة الفيلم المصري الشهير "سلطة بلدي" نادية كامل ذات أصول يهوديةصورة من: Ahmed Wael

تروى نادية كيف كانت تستشعر تلك الحساسية حينما تخبر أحداً بأن لديها عرقا يهودياً، أحياناً ما كان يطرح موضوع مثل "الموقف من إسرائيل"، وقد لمست هذه الحساسية حينما تم عرض  فيلمها "سلطة بلدى"، والذى يعتمد على حكايات والدتها مارى روزينتال وهى مصرية يهودية من أصل إيطالى، حيث كانت مارى واضحة فى مبرراتها لزيارة إسرائيل، بأنها تريد فقط أن تشاهد عائلتها التى هاجرت إلى هناك منذ 60 عاماً، ولكنها "لا تقصد من هذه الزيارة أنها ضد حقوق الفلسطينين". كما تقول كمال لـ DW عربية :" ألا يتعجب المصريون من اختفاء جزء من المجتمع!؟". لا تتوقف نادية عند أسباب رحيل أو اختفاء هؤلاء اليهود، لكنها توضح :"لم يهتم أحد بالبحث عن الأسباب، حينما أتكلم مع الناس حول طبيعة عائلتى، والتى تحتوى على جد يهودى وأم يهودية، أجدهم يعلقون نعم، كان هناك يهود كثيرين فى مصر، ثم يصمتون ولا يحرك الفضول أحد منهم لطرح أسئلة من نوعية أين رحلوا؟ أو  كيف كانوا يعيشون فى مصر؟.. ثم تكتشف أن الموضوع محاط بصمت رهيب"، وتضيف نادية :"يبدو أن السكوت مريح. حينما تكلمت والدتى أثناء إعداد الفيلم خرجت مشاعر كثيرة لم أكن أعلمها من قبل رغم أننا كنا نتكلم فى الموضوع. كما أنها أعربت عن  غضب كبير"، فى النهاية استطاعت مارى أن تحقق رغبتها حيث زارت عائلتها قبل أن تموت، (وكان ذلك موضوع سلطة بلدى) والآن تقوم ابنتها بإعداد مذكرات مارى اليهودية المصرية للنشر والتى كانت الراحلة مارى روزينتال قد سجلتها بالعامية المصرية.

مزار سياحى

داخل حى الفسطاط بمصر القديمة وهو واحد من أقدم أحياء العاصمة المصرية تتجاور الأديرة القبطية والكنيسة المعلقة مع المعبد اليهودى إلى جانب أقدم جامع فى مصر، الذى بناه عمرو بن العاص وحمل اسمه. داخل هذه المنطقة القديمة يقع المعبد اليهودى كنيس بن عزرا، فى مشهد سياحى لتناغم الأديان الثلاثة.

Jews of Nile ..  The smaller religious sect in Egypt: The background scene of Ben Ezra Synagogue in ancient Egypt, Cairo. Here  is the entrance of the library (Juni 2013); Copyright: DW/W. El Attar
داخل حي الفسطاط بمصر القديمة يقع المعبد اليهودي "كنيس بن عزرا"صورة من: DW/W. El Attar

يتوسط هيكل خشبى أثرى المعبد اليهودى الصغير. فى أكثر من موقع يقف الشمعدان المميز فى مواجهة الداخل، بينما تغطى نقوش متنوعة الجدران المكسوة بالأخشاب. يقف عامل عجوز، يتلقى راتبه من وزارة الآثار المصرية، وهو يتساءل كل لحظة "هل تم صرف المرتبات أم لا!؟" وأحيانا يجيب عن أسئلة الزوار. العامل يقف خلف واجهة عرض تتراص داخلها قبعات "الكيباه" وبعض الكتيبات السياحية، يسأله أحد الزوار لماذا توجد هذه النجمة؟ مشيراً إلى نجمة داوود المتكررة على الجدران الخشبية، ثم يتابع الزائر المصرى بلهجة واثقة :"أليست هذه النجمة خاصة بعلم إسرائيل؟"، فيجيبه العامل ببرود لأنها نجمة النبى داود، ثم يشرح له دلالات نجمة اليهود المقدسة.

طائفة من 20 سيدة

من جانبه يرى المخرج المصرى أمير رمسيس صاحب الفيلم التسجيلى "عن يهود مصر" أن "أخطر شىء حينما تتعامل مع هذه الطائفة هو التعميم"، خاصة أن هناك صورة نمطية تم تكريسها منذ الخمسينيات حول اليهود المصريين عموماً ولا تزال مستمرة إلا أنه يوضح لـDW عربية قائلاً :" يمكنك أن تعتبر أن اليهود المصريين هم ضحايا هذه الصورة النمطية"، حيث يشير رمسيس إلى عملية الربط التعسفية بين اليهود وإسرائيل، ويؤكد أن هذه الصورة النمطية لا يزال لها تأثير حيث أن الملمح الأبرز لأبناء الطائفة اليهودية "هو الخوف من المجتمع لتوقع وجود كراهية". كما يقول رمسيس لـ DW عربية أن "التردد كان سمة الجميع..لهذا كانت عملية إقناع اليهود المصريين للظهور والتكلم أمام الكاميرا عملية صعبة، واستغرقت وقتا طويلا".

Jews of Nile ..  The smaller religious sect in Egypt: The Jewish cemetery in Egypt, located south of Cairo (Juni 2013); Copyright: DW/W. El Attar
" ألا يتعجب المصريون من اختفاء جزء من المجتمع!؟"صورة من: DW/W. El Attar

مؤخراً تم إنتخاب ماجدة هارون كرئيسة للطائفة اليهودية بمصر، عقب وفاة الرئيسة السابقة كارمن وينشتين، ووسط احتفال مهيب ومقدس داخل المعبد اليهودى الرئيسى بوسط البلد، وهو المكان الوحيد المخصص لشعائر الديانة اليهودية تم جلب حاخام فرنسى من أصل مغربى للصلاة على  كارمن التى رحلت عن عمر يناهز 82 عاماً، هناك لمح المخرج المصرى أمير رمسيس سيدة يهودية ترتدى قبعة ضخمة تخفى وجهها تماماً، كان وجهها غاطس داخل قبعة حتى لا يميز أحد ملامحها وهى فى طريقها إلى المعبد اليهودى بشارع عدلى وسط القاهرة، والذى تحيط به الحراسات الأمنية طوال الوقت..هكذا تعبر السيدة الخائفة عن شعور منتشر -حسبما يؤكد رمسيس- بين الطائفة المصرية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات