كورونا ـ رفع العزل وارتفاع الوفيات يضع العالم على المحك – DW – 2020/4/26
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كورونا ـ رفع العزل وارتفاع الوفيات يضع العالم على المحك

٢٦ أبريل ٢٠٢٠

تستعد أوروبا لدخول أسبوع حاسم تواصل فيه عدد من البلدان رفع تدابير العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد، لا سيما إسبانيا التي ستسمح للأطفال بالخروج اعتباراً من الأحد، في وقت تخطت فيه حصيلة الوفيات عتبة 200 ألف.

https://p.dw.com/p/3bQXR
صورة من محطة القطار بميلانو الإيطالية
صورة من محطة القطار بميلانو الإيطالية (التاسعى من نارس / آذار 2020)صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Calanni

يبدو المشهد في أوروبا متفاوتاً قبيل أسبوع يعتبره المراقبون حاسماً بشأن المعركة ضد فيروس كورونا المستجد. ففي إسبانيا، ثالث دولة أكثر تضرراً في العالم، سيُسمح للأطفال بالخروج من منازلهم للمرة الأولى منذ ستة أسابيع. وتخضع البلاد منذ 14 آذار/ مارس الماضي لإجراءات عزل مشددة مددت حتى التاسع من أيار/ مايو المقبل.

وكانت إسبانيا تحظر حتى الآن الخروج على من تقل أعمارهم عن 14 عاماً حتى لو كانوا برفقة أهاليهم. ويقدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يوم (الثلاثاء 28 أبريل/ نيسان 2020) خطته الموسعة للخروج من الإغلاق، يرجح تنفيذها في النصف الثاني من أيار/ مايو.

من جهته، يكشف نظيره الفرنسي إدوار فيليب في اليوم نفسه أمام البرلمان "الاستراتيجية الوطنية لخطة رفع العزل"، الذي يفترض أن تبدأ في 11 أيار/ مايو.

تحذيرات منظمة الصحة العالمية

وبأكثر من 53 ألف حالة وفاة، تشكل الولايات المتحدة البلد الذي حصد الوباء فيه أكبر عدد من الأرواح، وتليها إيطاليا بـ 26384 وفاة، وإسبانيا بـ 22902 وفاة، ثم فرنسا بـ 22614 وفاة، فالمملكة المتحدة بـ 20319 وفاة،  مع استعداد رئيس وزرائها بوريس جونسون الذي أصيب بالمرض، للعودة إلى العمل الاثنين.

وعلى ضوء رفع القيود، تبدأ بعض الدول، لا سيما إيطاليا، حملة اختبارات للأجسام المضادة على 150 ألف شخص على المستوى الوطني في محاولة لمعرفة المزيد حول هذا الوباء.

عودة بعض الطيور خلال الحظر في باريس

لكن منظمة الصحة العالمية  بددت السبت آمال الذين كانوا يراهنون على مناعة محتملة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس وتعافوا، باعتبار أنها مقدمة لاستعادة النشاط الاقتصادي، عبر إصدار "جوازات مرور مناعية". وحذرت منظمة الصحة من أنه "ليس هناك حاليا أي إثبات على أن الاشخاص الذين تماثلوا للشفاء من كوفيد-19 ولديهم أجسام مضادة باتت لديهم مناعة تقيهم الإصابة به مرة ثانية".

وأوضحت أنه لا توجد "عناصر كافية" لتقييم مدى موثوقية "جوازات المرور المناعية" و"استخدام تلك الشهادات قد يزيد من خطر انتقال العدوى"، وقد يعتقد الأشخاص "أنهم محصنون" ويتجاهلون التدابير الصحية.

موازاة مع ذلك، أعلنت كندا مساء السبت أن خططها لإعادة فتح الاقتصاد غير قائمة على تحلي السكان مستقبلياً بمناعة ضد الفيروس، وفق رئيس الوزراء جاستن ترودو الذي دعا إلى "الحذر". ويترافق رفع القيود المقرر في بعض الدول مع قواعد جديدة للتنقل وممارسة الحياة اليومية.

وفي جنوب افريقيا، الدولة الأكثر تضررا في إفريقيا بـ 75 وفاة، بات وضع الكمامات إلزامياً اعتباراً من الأول من أيار/ مايو، الموعد الذي ستُخفف فيه اجراءات العزل.

معارضة متزايدة لإجراءات العزل

لا تزال نصف البشرية تحت العزل، مع ظهور معارضة، ولو أقليّة، في بعض الدول لهذه الإجراءات. فقد أوقف السلطات الأمنية السبت في برلين نحو مئة شخص لمخالفتهم تدابير التباعد الاجتماعي، على هامش تظاهرة مناهضة للتدابير الوقائية، ضمت نحو ألف شخص.

وفي كندا، انتقد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو داغ فورد متظاهرين نددوا بتدابير العزل وتوقف العجلة الاقتصادية، قائلاً إن هناك مجموعة من الأشخاص "يحتجّون ويخرقون القانون ويُعرّضون الجميع للخطر، بما في ذلك أنفسهم".

يأتي ذلك بينما أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل عالمياً بعد اقتراحه معالجة وباء كوفيد-19 بالمعقمات. واعتبر في تغريدة ليل السبت/ الأحد، أن لا "وقت" لتضييعه في المؤتمرات الصحافية، قائلاً: "ماذا تنفع المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض في وقت لا تقوم فيه وسائل الإعلام الموجهة إلا بطرح أسئلة عدائية وترفض لاحقاً نقل الحقيقة أو الوقائع بشكل دقيق".

رمضان تحت الحجر

في الأثناء، بدأ العالم الإسلامي شهر رمضان بلا صلوات جماعية ولا وجبات إفطار مشتركة، إذ لا تزال المساجد مغلقة والتجمعات العائلية محظورة. ففي إيران حيث أودى الوباء بحياة 5650 شخصاً بحسب الارقام الرسمية، بدأ رمضان في أوج مخاوف من "طفرة" جديدة للوباء بعد أسبوعين على بدء إعادة الفتح الجزئية للمتاجر.

وانتقد منسق حملة مكافحة الوباء في طهران علي رضا زالي "التسرع" في إعادة فتح المراكز والمتاجر، وقدّر أن "ذلك يمكن أن يولّد موجات جديدة للمرض في طهران ويعقّد احتواء الوباء".

من جهته، قال مدير قسم الأمراض المعدية في وزارة الصحة محمد مهدي غويا للتلفزيون الحكومي إنه "في بعض المحافظات، مثل جيلان (شمال) وقم (وسط) ومازنداران (شمال)، حيث بذلنا جهوداً كبيرة للسيطرة على الوباء، نلاحظ إشارات على وجود طفرة جديدة" في عدد الإصابات.

وفي  باكستان، تجمع الناس في المساجد والأسواق، غير آبهين بالنصائح الصحية. في الوقت نفسه، ينفذّ عشرات الأطباء والعاملين في المجال الصحي في هذا البلد الذي سجل في الأيام الأخيرة تسارعاً بارتفاع عدد الإصابات، إضراباً عن الطعام منذ 10 أيام في لاهور في شرق البلاد، احتجاجاً على نقص معدات الحماية.

ويدفع العاملون في المجال الصحي الثمن غالياً عالمياً لتعرضهم للعدوى ولهشاشة الأنظمة الصحية في بعض البلدان. وروى ممرض إكوادوري لفرانس برس "الكابوس" الذي يعيشه في مستشفى في غواياكيل، حيث تكدست الجثث حتى في الحمامات.     

ح.ز/ ع.غ (أ.ف.ب، رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد