أنفلونزا الطيور: شبح فتاك يهدد العالم ويتعدى حدود القارات

بدأ خطر انتشار أنفلونزا الطيور يقلق مضاجع الدول الأوروبية بعد أن تأكد لأول مرة وجود الفيروس المسبب لهذا المرض في كل من تركيا ورومانيا. وأدى إعلان الاتحاد الأوروبي عن أن سلالة أنفلونزا الطيور، التي اكتشفت في تركيا هي من السلالة الخطرة على البشر، إلى إثارة القلق في القارة الأوروبية بأسرها. وفي هذه الأثناء حضت المفوضية الأوروبية دول القارة على الاستعداد لمواجهة موجة عالمية من وباء أنفلونزا الطيور قد تشمل البشر والدواجن. وطلب كبير مسئولي الصحة في الاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء الاستعداد لاحتمال تفشي وباء أنفلونزا الطيور وتخزين كميات من العقاقير المضادة للفيروسات، مشيرا إلى أن اللجنة الخاصة بهذا الغرض ستظل في حالة انعقاد دائم إلى أن "نتأكد من نوع الفيروس في رومانيا". وفي هذا الصدد أعلنت المفوضية أنها سترسل فرقا طبية متخصصة في علم الأوبئة إلى تركيا وخبراء في أنفلونزا الطيور إلى بلغاريا وذلك بعد أن طلب البلدان أمس الخميس مساعدة المفوضية الأوروبية. ويذكر في هذا السياق أن الاتحاد الأوروبي حظر استيراد الطيور الحية ولحوم الدواجن من تركيا ورومانيا بعد الاعلان عن وجود المرض فيهما.

لإجراءات الأوروبية

ومن جهتها تبحث المفوضية الأوروبية إنشاء صندوق تضامن قيمته مليار يورو للمساعدة على تمويل تكاليف مضادات للفيروسات التي ستكون في حالة تفشي هذا الوباء. كما تجري المفوضية محادثات مع شركات الأدوية بشأن تعزيز قدراتها على إنتاج مثل هذه الأدوية. وفي الوقت نفسه يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا لهم في لوكسمبورج الثلاثاء المقبل يناقشون فيه آخر المستجدات على صعيد مواجهة خطر هذا الوباء. ومن ناحية أخرى يعد خبراء في فيروس أنفلونزا الطيور والطيور المهاجرة مؤتمر طارئا في بروكسيل اليوم الجمعة لمناقشة الإجراءات الوقائية الضرورية لمواجهة هذا الخطر. وكان خبراء أوروبيون قد صنفوا خمسة عشر نوعا من الطيور يعتقد أنها تشكل خطرا كبيرا في نقل الفيروس من ضمها البط النهري والبري والزقزاق الشامي الشمالي وبعض أنواع الاوز والنورس.

الأمم المتحدة قلقة

من جانبها ذكرت منظمة الصحة العالمية أن انتشار فيروس أنفلونزا الطيور القاتل إلى دواجن في أجزاء من أوروبا يسبب قلقا داعية دول العالم إلى تشديد إجراءات المراقبة وإتباع إجراءات وقائية خاصة من أجل مواجهته. لكن المنظمة الدولية أكدت على أن كل الأدلة تشير إلى أن فيروس أنفلونزا الطيور من سلالة اتش 5 ان 1 لا ينتقل بسهولة من الطيور إلى الانسان. ولم ترفع المنظمة مستوى التأهب لاحتمال انتشار وباء عالمي بالأنفلونزا بين البشر الذي بقي عند ثلاثة درجات من المؤشر المؤلف من خمس درجات. وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قد دعا دول العالم إلى الإستعداد لمواجهة أي انتشار وبائي لأنفلونزا الطيور بين البشر، مطالبا بتقديم المزيد من المساهمات في موارد مضادات الفيروسات كي تكون متاحة أمام الدول الفقيرة. كما ناشد زعماء العالم بتسخير موارد بلدانهم في مساعدة الدول الفقيرة التي لا تستطيع إقامة أنظمتها الخاصة.

إجراءات الوقاية من الفيروس

لا ينتقل فيروس اتش 5 ان 1حاليا بين البشر إلا إذا أكل شخص لحم طيور مصابة أو احتك بها. لكن العلماء يخشون من تحور الفيروس بسرعة إلى شكل قد ينتقل بين البشر الذين لا يتمتعون بأي مناعة ضده. ولكي يمكن رصد ذلك ينبغي أن يقوم العلماء باستمرار بفحص عينات من الفيروس لاسيما في حالات إصابة الإنسان به. لكن بعض الخبراء يشكون من أن بعض الدول لا تتيح للآخرين فحص عيناتها.