الفيفا يوقف فرينغز عن اللعب في نصف النهائي على الأقل

في إجراء قد يفسد الفرحة الألمانية بالفوز على المنتخب الأرجنتيني أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه قرر اتخاذ إجراء تأديبي بحق لاعب وسط منتخب ألمانيا لكرة القدم فرينغز وذلك على إثر محاولته توجيه لكمة إلى المهاجم الأرجنتيني خوليو كروز بعد مباراة المنتخبين الجمعة في ربع نهائي مونديال 2006 والتي انتهت بفوز ألمانيا بركلات الترجيح 4-2. فقد قرر الفيفا وقفه عن مباراتين مع وقف التنفيذ في واحدة بسبب دوره في الاشتباكات التي حصلت بعد مباراة المنتخبين الألماني والأرجنتيني. وبموجب هذا القرار لن يشارك في مباراة نصف النهائي ضد إيطاليا غدا، لكنه سيلعب في النهائي في حال تأهل منتخب بلاده إليه أو في مباراة المركزين الثالث والرابع.

وقد يشكل غياب فرينغز تحديا كبيرا للمنتخب الألماني في لعبته المصيرية مع إيطاليا. فهو لاعب يتمتع بمهارات عالية تمكنه من أن يوجه طريقة اللعب في المباراة مع صانع الألعاب بلاك بطريقة ديناميكية. وما من شك أنّ أداءه الرائع وتألقه أمام الأرجنتين جعل منه صمام الأمان للمنتخب الألماني،مما لفت الأنظار إليه بوصفه نقطة ارتكاز في تركيبة منتخب بلاده. هذا الغياب سيدفع مدرب المنتخب كلينسمان إلى وضع خطة طارئة لتجاوز هذا المطب الرياضي من أجل مواجهة خط الدفاع الإيطالي و هجومه الذي يجيد الهجمات المرتدة.

استياء الفيفا

وقد أثارت هذه الواقعة استياء كبيرا لدى مسؤولي الفيفا، حيث هدد رئيس الاتحاد الدولي- السويسري جوزيف بلاتر- بفرض عقوبات بحق المسؤولين عن الاشتباكات التي وقعت بعد انتهاء المباراة. وفي تصريح له بهذا الشأن لإذاعة بريطانية قال بلاتر: "أنا مستاء جدا لهذا الحادث وستقوم اللجنة التأديبية التابعة للفيفا بدراسته وسنتخذ عقوبات بحق الذين كانوا سببا في ذلك". وأردف قائلا:"لم نكن بحاجة الى ذلك، قلت دائما أننا في كرة القدم نتعلم الفوز، لكن يجب أن نتعلم الخسارة أيضا."

صور حديثة تضيف أدلة جديدة

وعن مصدر الصور، التي إعتمد عليها الفيفا في إتخاذ قراره ضد فرينغز، فقد تم الحصول عليها من شركة الإنتاج "اتش بي اس"، التي تصور جميع مباريات مونديال 2006 وتوزعها على الناشرين. وفي هذا السياق، قال المتحدث بالسم الفيفا :"إنّ هذه الصور لم تبث مباشرة لأّن هناك كاميرات عدة تقوم بالتصوير يختار المخرج منها ما يريد بثه في الحال". والصور المستقاة من أشرطة التصوير الجديدة تظهر فرينجز وهو يوجه لكمة الى كروز بعد تنفيذ الركلات الترجيحية حيث اشتبك عدد من اللاعبين والمسؤولين الفنيين تلقى خلالها الألماني بير ميرتيساكر ركلة عنيفة بالقدم على أسفل بطنه. وفي معرض تعليقه على هذه القضية، قال فرينجز في مقابلة أجرته معه صحيفة "كرايز تسايتونغ سيكه" : "لم أعمل شيئا" ، مضيفا "وجدت نفسي في معمعة حيث تنهال الضربات وأصابني منها اثنتان ما حملني على وضع يدي أمامي بهدف حماية نفسي ولم أقم بأكثر من ذلك".

ومن ناحية أخرى، فقد حصل الاحتياطي الأرجنتيني لياندرو كوفري على بطاقة حمراء على الفور وأدرج اسمه أمام لجنة الانضباط التابعة للفيفا التي فتحت تحقيقا في ذلك. وأشار المتحدث باسم الفيفا بأن اللجنة التأديبية ما زالت تدرس لقطات الكاميرات للحدث واستقصاء ملابسات الأمر للوصول إلى الاستنتاجات المناسبة. وأضاف "لن تفرض عقوبات على أي لاعبين ألمان، لكن يجري مزيد من التقييم فيما يتعلق بمسؤولين من الفريقين." وفي معرض تهوينه لمسألة الثغرات الأمنية التي مكنت المسوؤلين من النزول إلى أرض الملعب عقب المباراة قال الناطق باسم الفيفا :"كانت لحظة مشحونة بالمشاعر والمسئولون ينزلون إلى أرض الملعب لتهنئة اللاعبين."

الصحافة الإيطالية

وكانت اتهامات قد وجهت إلى الصحافة الإيطالية بتضخيم هذا الأمر وذلك في إطار " الحرب النفسية" على المنتخب الألماني. وفي هذا الصدد تحدثت صحيفة "لروبليكا" الإيطالية عن أهمية اللاعب فرينجز بالنسبة للمنتخب الألماني وأنّ احتمال توقيفه قد يؤثر على أداء المنتخب، حيث قالت" يشكل فرينجز حجر أساس في تركيبة المنتخب". وفي سياق متصل، تذّكر ملابسات قضية فرينجز الإيطاليين بقضية لاعبهم توتي عندما تمّ توقيفه إثر ملاسنة تطورت إلى البصق ضد كريستيان بولسن في مباراة إيطاليا ضد الدنمرك ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية. ويذكر أنّ صور فرينجز قد بثت مرات عديدة في محطات التلفزة الإيطالية في حملة قد يقصد منها التأثير على قرارات الفيفا، كما حصل عند إعلانها الأول بأنها لا ترغب في إجراء تحقيق بالأمر ثم عدولها لاحقا عن قرارها هذا.