موسى يبدأ مهمة مصالحة في العراق – DW – 2005/10/21
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موسى يبدأ مهمة مصالحة في العراق

تنطوي زيارة أمين الجامعة العربية إلى العراق على أهمية بالغة، فهي تأتي بعد فتور في العلاقات بين الطرفين دام عامين، وتعكس اهتمام الجامعة بلعب دور عربي أكبر في بناء العراق. أولى نتائج التقارب تفعيل مؤتمر المصالحة الوطنية.

https://p.dw.com/p/7KV3
أمين عام الجامعة العربية عمرو موسىصورة من: AP

يقوم أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى بزيارة إلى العراق هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام صدام حسين. تأتي الزيارة في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة دقيقة، ففي ظل هدوء أمني نسبي ينتظر العراقيون نتيجة استفتائهم على الدستور الجديد، آملين من خلاله في إرساء الخطوط العريضة للعملية السياسية المرتقبة في العراق. كما تأتي الزيارة غداة المحاكمة التاريخية للرئيس المخلوع صدام حسين، وما رافقها من أصداء واسعة في الشارع العراقي. وكلا الحدثين يدلان، إن صدقت قراءات المراقبين، على فتح العراق صفحة جديدة إيجابية. ولعل في توقيت زيارة موسى الحالية استفادة من هذا الجو الإيجابي لتحسين العلاقة بين الجامعة العربية والعراق، والتي شابها الكثير من الفتور، حيث غاب الملف العراقي لمدة سنتين من أجندة الجامعة.

Arabische Liga tagt in Kairo
مقر الجامعة العربية الرئيسي في القاهرةصورة من: AP

ومنذ انطلاق العملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام السابق وبعض الدول العربية تعرب عن مخاوفها من الوضع العراقي الجديد، فمثلا حذرت دول خليجية مثل السعودية من أن إيران الشيعية كسبت نفوذا كبيرا في العراق مما قد يشيع الاضطراب في المنطقة. وحذرت دول أخرى من مخاطر تقسيم العراق بين السنة والأكراد والشيعة. كما انتقدت الجامعة العربية الدستور العراقي المقترح لأنه لا يؤكد بشكل كاف عل الهوية العربية للعراق. وكان عمرو موسى قد انتقد ما وصفه بأنه غياب سياسة واضحة للمصالحة بين الطوائف والأعراق المختلة في العراق محذرا من اندلاع حرب أهلية، ووصف الحال في العراق بأنه يسير في نفق مظلم، وهي التعليقات التي أثارت حفيظة كثير من المسئولين العراقيين.

التحضير لمؤتمر المصالحة الوطنية

تم التكتيم على موعد زيارة موسى التي تستمر ثلاثة أيام لأسباب أمنية، خاصة بعد حادثة إطلاق النار على وفد الجامعة العربية مطلع الشهر الحالي ومقتل ثلاثة من رجال الشرطة المرافقين. وتهدف الزيارة الحالية إلى التحضير لمؤتمر المصالحة الوطنية في العراق برعاية الدول العربية. وهو المؤتمر الذي تعتزم الجامعة العربية تشجيعه واستضافته، ويفترض أن يتناول مسائل وحدة العراق وسيادته على أراضيه ونجاح العملية السياسية وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتسريع إنهاء الوجود الأجنبي. وكانت الحكومة العراقية أظهرت في وقت سابق من هذا الشهر ليونة إزاء الدعوة التي أطلقتها الجامعة العربية وطالبت بأن يكون المؤتمر مكرسا للتوافق السياسي وليس بالضرورة للمصالحة.

Irak Ministerpräsident Ibrahim al Dschafaari in London
رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفريصورة من: AP

وفور وصوله دافع موسى عن انتقادات سابقة وجهتها له أطراف عراقية وقال: "أنا هنا باسم الأمة العربية وباسم العرب، لا أمثل فصيلا أو تيارا أو حزبا بل (أمثل) الجميع، في مواجهة أو أمام كل العراقيين". وأضاف أن الجامعة العربية هي شبكة أمان للحركة السياسية العربية التي تمثل كل العراقيين. أما الحكومة العراقية فقد عبرت عن ترحيبها وسعادتها بزيارة موسى على لسان رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري وذلك في المؤتمر الصحفي الذي تلا اجتماعهما، وأضاف أن الحكومة العراقية ستتعاون قدر المستطاع لإنجاح مهمة موسى من أجل خير العراق والأمة العربية والمنطقة. غير أنه أخذ على عمرو موسى تأخر زيارته وقال: "كان يجب أن تكون هذه الزيارة في وقت مبكر ليقف إلى جانبنا ويتحرك على الأرض العراقية ويلمس لمسا مباشرا ماذا يجري".

مهمة شاقة

Verfassungsreferendum im Irak
لا يزال الوضع غير مستقر في العراقصورة من: AP

مهمة موسى في خلق تفاهمات بين الأطراف المختلفة لإنجاح مؤتمر المصالحة الوطنية ليست بالسهلة، فالحكومة العراقية تشترط عدم مشاركة "إرهابيون" أو مسئولون بعثيون سابقون في مؤتمر المصالحة، معتبرة أن الجلوس مع هذه الأطراف يعد جريمة سياسية. من ناحية أخرى أعلنت هيئة علماء المسلمين، إحدى ابرز الهيئات السنية، أنها على استعداد للمشاركة في مؤتمر للحوار الوطني شرط ان يجري داخل العراق وان يتم الاعتراف "بالمقاومة الوطنية"، وهو ما يتعارض مع شروط الحكومة السابقة.

من ناحيتها لم تتأخر مجموعة الإسلامي المتطرف أبو مصعب الزرقاوي في زرع المزيد من الأشواك في طريق موسى ونددت بمهمته في العراق معتبرة أنها تندرج في إطار مؤامرة تهدف إلى وقف "الجهاد" في مناطق السنة، ودفعهم إلى الرضا بالفتات الذي يرميه السيد الأمريكي، وذلك في بيان نشر يوم الثلاثاء على شبكة الإنترنت.

إشارات ايجابية

Wüstensonne
هل تسطع شمس الأمل؟صورة من: AP

برغم الصعوبات التي تعترض مهمة موسى تبقى زيارته علامة أكيدة على عودة الدفء إلى العلاقات بين الجامعة العربية والعراق إحدى الدول المؤسسة لها. مما يفتح باب الأمل في أن تلعب الدول العربية دورا أوسع في بناء العراق بدلا من الوقوف موقف المتفرج. وفي هذا الإطار تحدث موسى في المؤتمر الصحفي عن وجود مساعي لفتح مكتب خاص بالجامعة العربية في بغداد. وأضاف مشيرا إلى تصريحه الخاص بالنفق المظلم: "دعونا ننظر الآن إلى الأمام وإلى المستقبل لبناء عراق جديد يكون مثالا يحتتذى به".

ولعل الإشارة الأكثر إيجابية في هذه الزيارة هي الإعلان عن زيارة عمرو موسى إلى كردستان ولقاء مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني. إذ طالما اشتكى الأكراد من إهمال الجامعة العربية لهم ولمشكلتهم، مما أدى إلى ظهور خطاب كردي معادي للعرب. وصرح قيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني أن الأكراد "يقيمون عاليا زيارة موسى إلى كردستان، وسيطالبون موسى بمساعدة العراق في مكافحة الإرهاب والتعاون من أجل استتباب الأمن والنظام".

دويتشه فيله + وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد